"أوضح مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج بوزارة الصحة الدكتور فهد السديري - بأن الدولة قد كفلت العلاج للمواطن أينما يكون فإذا أدخل المواطن عن طريق ذويه أو إسعاف إلى أي منشأة طبية أهلية فإن الدولة تتكفل بعلاجه كحالة طوارئ ويتم التنسيق في نقله إلى أي المستشفيات الحكومية عبر إدارة الطوارئ في كل مديرية للشؤون الصحية في أي منطقة والتي تقوم بمخاطبتها إدارة المستشفى الخاص الذي يرقد به المريض.. وفي حالة عدم توفر سرير في القطاع الحكومي بناءً على ردود المستشفيات الحكومية فتصبح هذه الحالة على حساب الدولة حتى يتماثل المريض للشفاء داعياً جميع من لديه أطفال خدج أو حالات إسعافية وغيرها ويرقدون في مستشفيات خاصة بعدم التسرع بإخراج المريض أو الدفع لأن الدولة هي المسؤولة عن ذلك".
انتهى الخبر - أعتقد أن إحساس المواطن باحتضان ارضه وانتمائه لها يأتي ناقصاً معتماً دونما الإحساس بالأهمية، ولعل رعاية الدولة الكريمة لحقوق المواطن لاسيما الصحية يأتي ضمن تشكيل أنسجة حية تنمو وتترعرع لتشكل الكيان الاجتماعي المحب المتفاني.. لذلك أقول جازمة إننا نشكل أكثر المجتمعات تآزراً وتكافلاً بفضل عقيدتنا ثم حكومتنا الرشيدة..
ولكن هناك من لا يدرك للأسف هذا المفهوم ويخدش بقصد أو بدون هذه الصورة المتجسدة فترى تشويهاً قد لا يراه غير المتفحصين ولا يدركه غير المجربين ولكي يكون لحديثي معنى أوضح دعوني أسطر لكم هذا الخبر الذي نشر منذ يومين في إحدى الصحف المحلية يقول الخبر "رفض مستشفى أهلي مشهور في ا لعاصمة علاج المواطن سلطان العتيبي وكان قد وصل إليهم في حالة إسعاف حرجة (حادث مروري على طريق القصيم) قبل أن يدفع سبعة عشر ألف ريال مسبقاً وإلا عدم استقباله وعلاجه..".
الخبر لم ينتهِ هنا بل كانت القصة طويلة في مأساتها قصيرة في تفاصيلها فالمواطن المذكور بعد أن قام أحد أصدقائه بدفع المبلغ المطلوب للمستشفى المعني وإجراء العملية الجراحية في فخذه الذي تعرض للكسر اشتكى المريض من عدم التوازن بينما يصر ذلك الصرح الطبي على سير كل الأمور في مجراها الطبيعي بما في ذلك قدمه.. وبعد مراجعة مجمع الرياض الطبي تبين ان الساق المكسورة قد فقدت من طولها ثلاثة سنتيمترات ويقول المواطن "لقد كتبوا تقريراً عن حالتي وأصدروا لي بطاقة معاق.."!!
ما أود قوله ليس هو وضع حد لمآسي الأخطاء الطبية التي أصبحت تشكل شبح الخوف الأول لدى أي مريض.. ولكن أعود لما قدمته في سطوري الأولى وأطرح سؤالاً مشروعاً وهو..
كيف يجرؤ مستشفى خاص أياً كان موقعه وحجمه على تجاوز وكسر نظام وقرار صدر من الدولة في صالح المواطن..؟
هل قرارات وزارة الصحة تسير في خط موازٍ لمصالح المستشفيات الخاصة فلا يلتقيان.. "أعني الخطان"؟
أم أن جهل المواطنين بحقوقهم المشروعة هو المسؤول الرئيسي في كثير من المتاعب...؟
عندما يواجه المواطن مثل هذه المواقف الصعبة لمن يلجأ بعد الله..؟
عفواً فقد بدأت الأسئلة تتسرب تباعاً في وقت غير مناسب مطلقاً لطرح أي سؤال خارج قاعات الاختبارات..!!
بقلم هدى السالم