ما أبخس حياة الإنسان حيث يكون ثمنها ألفي ريال، كم هو قاس أن تضع معلمة في مقتبل العمر حياتها على محك وظيفة نبيلة في بيئة غير أمينة على حياتها ولا يتجاوز راتبها الألفي ريال!
دعونا من كل ذلك الضجيج الذي أحاط بالحدث والفزعة التي صارت للتعامل مع تداعيات الحدث، فهو ضجيج التقصير والإهمال والفشل، ولو كانت الفزعة قبل وقوع الحدث بتقييم المبنى المدرسي والتأكد من موافقته لكل اشتراطات السلامة لما وقعت الكارثة، لكننا للأسف وكالعادة لا نهب إلا على وقع الكارثة وفعلنا هو ردة الفعل بدلا من استباقه!
فتشوا عن المسؤولية المباشرة في كل كارثة وستجدون أنها تغط في سباتها ثم تصحو على صخب الحدث وكأنها تمارس دور البطولة بدلا من أن تقبع خلف قضبان المحاسبة!
سيعود كل من باشروا حادثة الحريق إلى منازلهم ليستأنفوا حياتهم، لكن معلمتين شابتين لن تعودا إلى بيتهما أو أحضان أحبابهما .. لن تعودا إلى فصول طلابهما.. لن تعودا لتقبضا الألفي ريال .. فكم من ضمير سيغمض جفنيه هذه الليلة وكم من مسؤول سيطوي الصفحة في الصباح التالي؟!
المسألة يا سادة لم تكن يوما في كيفية التعامل مع ذيول الكوارث بدلا من تجنب وقوعها، بل في غياب المسؤولية الواعية التي تعبد طريق الغد بدلا من ردم حفر الأمس!.
خالد السليمان