[frame="11 98"]
يا من قرعت ِالأجراس
على أعتاب محرابي
أما علمت ِ أني هناك و أني هنا
و أني و إن مضيت ُستبقى مني الذكريات
أما علمت ِ ان هويتي طُمِست ؟
و في لجة الليل غادرت سفني
و في عرض المحيط تقطعت
أشرعتي و سبلُ النجاة
و اني أمشي الطريق ليلتّف بي
فتلتقي كل بداياتي عند النهايات
و ليس من حولي سوى فحيح الأفاعي
و موانئُ قد غرقت من نزف الجراحات
و كلما غادر ليلٌ اتى بعده ألفُ ليلٍ
فتآمر الأقزام ُلشنق الشمس في مداراتي
لينطفئ الفجر الكئيب
وتصاب بالحزن ترانيم الصباحات
وأنت هناك مستلقية ٌتتغنين بالشعر الجاهلي
و تحتلين بلا إحساس ٍارائكي و متاعي
فلا تلومي الترحال الطويل
و لومي من تسبب في تلك العذابات
فـلو تعلمين كم بيننا من إبحار طويل
و معالم تشوهت من زيف النوايا
و زمجرة الريح - و مشاعر شوهها
انسكاب الحبر و سُخفُ الدوات
لكنك ما علمتِ ان الربيع
قد استوطن حيّنا و ان المساء
مشتعلٌ و إن احترقت
في لظاه دفاتري و احلام الحياة
و لكنه ما عاد للدفئ القديم رونقه
و إن تدثر بعباءة العشاق
كل قراصنة الفجر و سماسرة الأحلام
فالغدر سلاحٌ في يد كل الطغاة
سيدتي ما عاد للإبحار متسع ٌ
فقد أغرقَ المدُ العنيف ُ
بوصلتي و أضاع مني الاتجاه
كما أن قصص الفرسان شوهتها بشاعة ُالعثرات
لذا فلقد تلاشت من مخيلتي
لغة الكلام
و تقطعت من وقع الحوافر
كل المعاجم و كل المفردات
و ما عاد للحرف القديم
أيُ معنى
و ما عاد للابحار متسعٌ ٌ
في محيط الآتي
( الآتي الأخير )
[/frame]