بسم الله الرحمن الرحيم
دامت جميع أوقاتكم مشرقة بكل روائع الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثقافة الورود المفقودة
تجاوز عمره الثمانين، بل قل، ازدان قلبه بثمانين ربيعا ، وانهمر على حقله ثمانين شتاء وخريفا، فارتوت تربته وخرجت مواسمه مليئة بالخير والعطاء.
اب رؤوف حنون، به من لطف المعشر ما يفوق جمال نسمات أيلول المنعشه،
ناجح في حياته، واكبر نجاحاته، مراتب عالية استحقها في قلوب الناس..
ارتقاؤه الشعوري عوّدَه أن يقطف وردتين او ثلاثة قبل دخوله على أهل بيته ، يضع احداها في غرفة المعيشة، والثانية يضعها في مزهرية على مكتب "حبيبة قلبه" الوحيدة.
في يوم من ايام الصيف الحارة، عادت " حبيبة قلبه " الى البيت ودخلت غرفتها، فوجدت وردتين جميلتين على مكتبها فامتلأت نفسها راحة وسكونا.
سمعت والدها يقترب من باب غرفتها.. استدارت قائلة: - والدي.. ماأجمل هاتين الوردتين..
أجابها بنبرة حانية فاقت عطر الورود طيبآ:
- إني أراهما ثلاثة وردات !!
فردت:
- وأنا أرى امامي الحديقة الرائعة، التي حوت كل الورود.!
هذه اللغة، وبتعبير أعم، هذه الثقافة، ثقافة الزهور، هي ثقافة غائبة عن أذهاننا، بعيدة عن حياتنا رغم بساطتها وسهولة فهمها.
هي لغة لا تحتاج لأستاذ ولا لترجمان، إنها تتكلم ببراعة، وتعبّر بطريقة تتميز بأناقة متناهية وذوق رفيع.
إن تبادل الزهور، يُحدث قفزات نوعية في النفوس والعلاقات الاجتماعية وتبدلات جذرية في الانطباعات والأفكار.
فالوردة فاتنة بشكلها وبعبقها ..ولا يمكن أن ينافسها في الجمال، إلا الكلمة الطيبة، والتصرف الحسن، فقد تكون كلماتنا أحلى من الزهور بمعانيها، وأعطر منها برقتها ولطفها .. وبصفاء مقاصدها.
تمنياتنا بدوام التوفيق والسعادة والمتعة والفائدة للجميع
---------------------------------------------