على عتبات الصيف والسفر لابد من التحذير إذ يبدو واضحا على خارطة الطموحات والمصالح أن الأحوال السياسيّة في المنطقة تنذر بمفاجآت خاصة وان عصابة "الكاوبوي" ما انفكت تبحث عن بؤرة فوضى (خلاقة) جديدة لإحلال السلام! في الشرق الأوسط . وسبب إيراد هذه المقدمة هو تكرار سماع وقراءة القصص المأساوية التي يتبارى بعضنا في روايتها مع نهاية كل إجازة صيفية وكأننا لا نتعلّم من دروس الماضي. ترى هل فكرنا أن نستعين بشبكة المعلومات قبل أن نحزم أمتعة السفر؟. لن أسألك وأقول هل قمت يوما بزيارة بعض المصادر الالكترونية التي تخصصت في توفير المعلومات عن وجهات السفر وأحوالها الأمنية والصحية؟ جرّب هذه المرّة حلاوة المبادرة والتخطيط قبل أن "تشحن" عائلتك إلى مكان لا تعرف عنه إلا إغراءات موظف مكتب السفريات أو نتف حديث عابر في ثرثرة الزملاء.
وفي البداية اسمح لي أن أطمئنك بأنك لن تعاني كثيرا في أي بلد من متاعب الاتصال فاللغة العربية اليوم هي سادس لغات العالم من حيث انتشارها وعدد المتكلمين بها وهذا يعني أن المسافرين العرب لن يجدوا كبير عناء في التعامل وطلب الخدمات فسيسمعون اللغة العربية في المطارات ومواقف سيارات الأجرة، وسيلتقون العرب عمالا بسطاء حول الفنادق الفخمة وبالطبع سيجدون عربا سفهاء ينفقون المال في الليل ويضيعون العيال في النهار.
و حيث إن معظم هذا الكلام لا يعني إلا المسافر الباحث عن الراحة لنفسه ومن يعول فلا بأس من البدء بقائمة "فهرس البلاد الأكثر أمنا في العالم" أو دليل السلام العالمي لعام 2007وهي قائمة تصدر باسم Global Peace Index (GPI) وتحدّد أكثر بلدان العالم أمنا واستقراراً بناء على معطيات كثيرة منها سيادة النظام، الوضع الأمني، الاستقرار السياسي، احتمالات الإرهاب، العلاقات مع الجيران، وعناصر أخرى ذات علاقة بنظام الحكم، والدخل والتعليم والخدمات وغيرها. وحين النظر في هذه القائمة نجد أن الدول الاسكندينافية (النرويج، الدنمرك،فنلندا، السويد) تحتل مواقع متقدمة ضمن الدول العشر الأولى الأكثر أمنا جنبا إلى جنب مع "نيوزيلندا"، "وايرلندا" "واليابان"، "وكندا" "والبرتغال" ثم "النمسا" التي احتلت المرتبة العاشرة. وبنظرة تأملية في مراتب الدول الأكثر جذبا للسعوديين في الصيف نجد أن "لبنان" تراجعت إلى المرتبة 114جراء الفوضى الأمنية والسياسية وأتت "تايلاند" بسبب فوضى المرور ( 30ألف جريح أسبوعيا) والجريمة في المرتبة 105"والفلبين" في المركز المائة "وتركيا" في المرتبة 92، ومن العالم العربي نجد أن "سوريا" جاءت في المرتبة 77"ومصر" في المركز 72علما بأن القائمة تضمنت تقييما لمائة وإحدى وعشرين دولة كانت "العراق" الجريحة آخرها . ولعل هذه المراتب المتأخرة أمنيّا لدول اصطياف كثير من السعوديين تفسّر جانبا من أسباب تزايد معاناتهم في الصيف خاصة لجهة سوء الخدمات و الابتزاز وتدني الأوضاع الأمنية والسياسية.
وللباحثين عن أحوال العالم يوفّر موقع مطبوعة International Living كنزا من المعلومات الثرية الموثقة عن أفضل البلدان بحسب مستوى الحياة Quality of Life والمدن الأغلى والبلدان الأكثر جذبا للسياح وقد جاءت فرنسا أولاها ثم اسبانيا تتبعها الولايات المتحدة ثم الصين وايطاليا وانجلترا تباعا. أما صفحات موقع worstholiday.com فتقدم لزائرها معلومات عن المقاصد السياحيّة الأشهر في الدول الجاذبة مع تعليقات مستخدمي الانترنت وتجاربهم السلبية عن هذه المدن والبلدان. ولمساعدة المضطر للسفر داخل بعض البلدان عبر شركات طيران لا يعرفها يوفر موقع airlinequality.com تصنيفا لكثير من شركات الطيران العالمية، ولا مانع من زيارة موقع travelsense.org للتزود بمعلومات أكثر عن احتياجات المسافر وسبل التخطيط للسفر الآمن والمريح.
المواضيع المتشابهه
لا تسافر الى هذه الدولة ؟
العرض العادي
