بعض الحروف تكتبنا... تسكننا......تتركنا للحزن بلا نهاية ..
مرثية ..للبهاء زهير
نهاكَ عنِ الــــغواية ِ ما نهاكا *** وَذُقْتَ منَ الصّبابَة ِ ما كَفاكَا
وطالَ سُرَاكَ في لَيلِ التّصَابي *** وقد أصبحتَ لم تحمدْ سراكا
فَلا تَجزَعْ لحادِثَة ِ اللّيالي وَقُل *** لي إن جزِعتَ فما عَـــساكَا
وكــــــيفَ تلومُ حادثة ً وفيها *** تبينَ منْ أحبـــكَ أوْ قلاكــا
برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي *** وَذُقْ يا قلبُ ما صَنَعَتْ يداكَا
لعمري كــــــــنتَ عن هذا غنياً *** ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكا
ضنيتُ منَ الهوى وشقيتُ منهُ *** وأنتَ تجيبُ كلَّ هوى ً دعاكا
فدعْ يا قلبُ ما قد كنـــــتَ فيهِ *** ألَستَ ترَى حَبيبَكَ قد جَفاكَا
لقد بلـــــغتْ بهِ روحي التراقي *** وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَا
فيا مَنْ غابَ عني وَهوَ رُوحي *** وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني *** أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَـــــــا
أراكَ هجرتني هجــــراً طويلاً *** وما عَــــــوّدْتَني منْ قَبـــلُ ذاكــــا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني *** وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّـــــجايَا *** وَمَن هذا الذي عــــــني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عــــــذراً *** فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ *** دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَـــــا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي *** ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي *** وكـــــانَ الناسُ كلهمُ فداكـــــا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني *** أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ *** شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري *** وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا *** وما استوفيتَ حظك من صباكا
فواأسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى *** ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدعي أني وفيٌّ ولستُ *** مشاركاً لكَ في بـــــــلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً *** وَحق هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خـــــجلي إذا قالوا محبٌّ *** ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً *** وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً *** متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عني كلّ خــــيرٍ *** وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَـــــا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني *** حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتـــــــاناً وإلاّ *** فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مــني *** يرفّ مع النسيمِ على ذراكا