هل تعرف كم مشروعا متعثرا ؟ 2، 5، 10، أكثر، اختر أي رقم تريد وستكون إجابتك صحيحة، وبعد اختيار عدد المشاريع حدد المبالغ الضائعة أو المنهوبة التي طارت مع التوقيع على عقود المشاريع، وكلما ارتفعت التقديرات كنت أقرب الى الرقم الصحيح.. وبين الأرقام وواقعها تنتهي فائدة معرفة الأعداد بحيث لا يهم الرقم بقدر ما تهم الواقعة ذاتها، " اذا سلم العود الحال يعود " والعود هنا لا يقصد منه صحة البدن ولكن صحة الضمير الذي بدأ يفقد كل فرص سلامته ونجاته بعد أن أصبح داء معدياً وسريع الانتشار، ومن يصيبه يستمرئ إدمانه، وعلاجه الوحيد هو العزل المنفرد.
علة الضمير مرض، لابد أن نتفق على ذلك، ومن يحمل بين ضلوعه ضميرا معلولا يسمى مريضا، فتكت بنا علته بدون أن تصيبه بشيء، فكيف يكون مريضا وألم علته تسكن أمعاء غيره؟
لا تطلب التوضيح أو التفسير، فهي كذا علة الضمير، فإذا شاهدت مريض الضمير، فلا تدعو له بالشفاء وإنما اطلب لمجتمعه السلامة.
لا مفر ولا إنكار، بأننا نعيش في عصر الشفافية والقراءات الصادقة، بمعنى "كله صار على المكشوف" منذ بدأ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ينبهنا من سوءات اعمالنا، ويحمّل وزراءه مسؤولية هذا الوطن العزيز "من ذمتي الى ذمتكم" وكرر أكثر من مرة أن الأداء أقل من المستوى المطلوب، فمثلما كان كريما مع شعبه في عطاء يده، كان كريما مع وزرائه في تنبيهه الدائم لهم ومن اعتبر تعززت الثقه فيه، ومن تراخى لقي حساب العزل المنفرد، غمض عينيك واسترجع بعض الاسماء في رأسك وسوف تتأكد من ذلك.
إن كان من درس تعلمناه في هذه الفترة وسوف نعتمد عليه في الفترة القادمة، فهو اننا كنا أمام مشكلة تعثر الضمير وليس تعثر المشاريع، فقد كان خادم الحرمين الشريفين أول من حذر من تعثر الضمير، وأغلظ بالتحذير ووعد بالمحاسبة، حتى يخلص البلد من الضمائر المتعثرة وينقله الى سمو الهدف وامانة الكف، ولولا الله وثم هذا التوجه النقي والأمين لما زاد الدخل وفضح اصحاب الضمائر المتعثرة، كل فعل تنموي أصبح تحت المجهر، هذا المجهر الذي علمنا بأن كل مشروع متعثر كان يقف وراءه ضمير متعثر.
نحن لم يوجد لدينا مشاريع متعثرة ولكن يوجد لدينا ضمائر متعثرة ذهب البعض ، وما تبقى حان وقتهم، فلا تقلق عزيزي المواطن فالوطن مازال في ايد أمينة، وسيبقى بإذن الله تحت حماية أصحاب الضمائر السليمة..
د.مطلق سعود المطيري