كانت الجامعات وما زالت المورد الرئيس للكوادر البشرية في مختلف المجالات، وهي بذلك تؤدي دورا مؤثرا في توفير متطلبات المجتمع، والمشاركة الفعالة في خطط التنمية المستدامة.
ومن هذا المنطلق، فإنها تعمل على استقطاب الكفاءات المتميزة من مختلف أنحاء العالم لتقوم بالوظائف الأساسية للجامعة، المتمثلة في التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، لكنها في نفس الوقت عليها أن تقوم بإعطاء الثقة لأبناء الوطن للقيام بهذه الوظائف؛ لأنهم بشكل عام لن يقلوا كفاءة وإخلاصا عن نظرائهم القادمين من البلدان الشقيقة والصديقة؛ إذ لا يحتاجون سوى منحهم الفرصة لاكتساب الخبرات والمهارات المطلوبة للتدريس والبحث العلمي، وهي غاية لن تتحقق إن وضعت أمام طموحاتهم مبررات واهية، وشروط تعجيزية، وعقبات كثيرة، أفقدت الجامعات كثيرا من المبدعين.
ولعل من اللافت للنظر، ما أوردته عدد من وسائل الإعلام المحلية التي أشارت إلى أن الجامعات السعودية طلبت خلال العام الجامعي الحالي استقدام ما يزيد على عشرة آلاف من الأكاديميين والأكاديميات للتدريس فيها بتخصصات يمكن شغلها بكفاءات سعودية! كما سجلت إحدى الجامعات رقما قياسيا غريبا بالحصول على 1088 تأشيرة استقدام لأكاديميين وأكاديميات من 27 دولة؛ لكن الأغرب أن هذه التأشيرات تضمنت استقدام أعضاء هيئة تدريس من كندا وبورما لتدريس اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، في تأكيد جديد على أن زامر الوطن لا يطرب!
إن هذه التقارير لو صحت فإنها ستزيد من مساحة الاحباط التي سكنت نفوس كثير من الكفاءات السعودية التي ما زالت تنظر سنوات للحصول على فرصة للتعيين، وسد احتياج الجامعات من خريجيها، وخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهو هدف سام يمكن تحقيقه دون أن يقلل ذلك من مكانة الإخوة والأخوات أعضاء هيئة التدريس والباحثين من الدول الشقيقة والصديقة، والذين يمكن الاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم لتدريب السعوديين من أعضاء هيئة التدريس الجدد، وإعدادهم لقيادة جامعات الوطن حاضرا ومستقبلا.
* كلمة أخيرة:
مهما كانت المبررات التي تقدمها بعض الجامعات؛ فإن البقاء في النهاية للأفضل من أبناء الوطن.
محمد بن محمد الحربي
عكاظ
الجامعات .. وزامر الحي !
العرض العادي
