سؤال المهبول المصرقع

لا شك أنني أحترم نوعا ما صمود الزوج واحتفاظه بزوجته حتى الممات، وإصراره طوال الأعوام الطويلة على عدم التفريط بها، ويظل طوال الوقت يعض عليها بالنواجذ.

وخلب لبي ـ حلوة كلمة (خلب) هذه ما أدري من وين جبتها ـ المهم والسلام خلب لبي خبر قرأته وجاء فيه:

احتفل في ولاية (كونيتيكت) الأمريكية اثنان في عيد زواجهما (الحادي والثمانين) وقد اختارتهما رابطة لقاء الأزواج العالمية بمناسبة (عيد الحب) الماضي، كأطول زواج لعام ٢٠١٣ في أمريكا ويضحك الزوجان، بينما يتذكر الزوج (جون) الذي يبلغ عمره الآن ١٠٢ عام كيف أنه قاد السيارة بسرعة جنونية في يوم زواجه، وكيف أنه لا يزال يقود سيارته رغم تقدمه في العمر لكن ليس بهذه السرعة.

واستطرد وهو يمسك بيد زوجته في المنزل الذي يعيشان فيه منذ عام ١٩٦٤: شاهدنا معا العالم يتغير أمام أعيننا، مضيفا أن كلمة السر في الصمود: هي أن توافق دائما أيها الرجل على كل ما تقوله وتأمر به زوجتك ـ انتهى.

بمعنى مثلما يقول إخواننا المصريون: (أمشي على العجين بدون ما تلخبطه).

الحكاية وما فيها من وجهة نظري ليست هي طول العشرة، ولكن كيف تنتهي وهذا هو المهم، وإليكم نموذجين: الأول من أمريكا أيضا:

فـ (دون وماكسين سيمبسون) من كلفورنيا، خطفهما الموت في يوم واحد، وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض خلال ساعات من عمرهما الأخير على فراش المرض، بعد زواج دام (٦٢) ـ اللهم لا حسد ـ

وقالت (مليسيا سولان): إن جدتها ماتت أولا، ثم لحق بها زوجها بعد أربع ساعات فقط، عندما نقلت جثتها من الغرفة وأحس هو أنه أصبح وحيدا، فانخرط بالبكاء والنحيب إلى أن لفظ أنفاسه.

وأضافت: أن كل ما أراده (دون) هو أن يكون في هذه الحياة مع زوجته الجميلة، وعندما ذهبت تلاشى الجمال كله من الحياة، لقد كان متيما من كل قلبه بحب جدتي إلى حد الجنون ـ انتهى.

وبالمقابل إليكم عجوزا من (عريبيا) وهو (عر) ما ودك تطالع بوجهه، لقد تخطى التسعين من عمره ـ وهو لازال يكحل عينيه ـ على طريقة أهل زمان أول عندما كان التكحيل سنة عندهم.

ذلك الرجل جلس صامدا مع زوجته أكثر من خمسين سنة، وما أن قبرها بيديه، حتى تزوج بعد أربعة أشهر من أرملة (مستصحة) لو نامت عليه لكتمت أبو أنفاسه، وعندما قلت له مازحا: أفا (يا ابو فلان) كيف نسيت (أم فلان) بهذه السرعة؟!، حتى التفت لي سريعا وكأن سلكا كهربائيا قد صعقه وقال لي وهو ينهرني: أجل ما تبيني (أجدد فراشي)، هل أنت مهبول يا مصرقع؟!

مشعل السديري
عكاظ

اخوى الفارس
موضوع طيب ورائع
يعطيك العاااااااااافيه