منطقة ضخمة بين الحجاز ونجد مستطيلة الشكل طولها من الشمال الى الجنوب يقارب 150 كم ومعدل العرض 70كم, هذه المنطقة كان أغلبها يسمى السي قديماً وأحياناً يشمل الاسم* كل المنطقة وبعضهم يفصل ركبة ويجعلها تشمل الجزء الحنوبي والغربي واسم وجرة يطلق على القسم الغربي الشمالي ,ومطاطية الأسماء وتبادلها ظاهرة معروفة للمناطق الشاسعة في جزيرة* العدب ، وفي العصور المتأخرة كبر اسم ركبة حتى أطلق على كل هذه الأرض ونُسي اسم “السي” وكذلك اختفى اسم وجرة.
اشتهرت هذه المنطقة بامور منها انها:
ممر لدرب الحج البصري
يحفها درب الحج الكوفي من الغدب
مضيعة مضلة
كثرة لصوصها
ظبائها وغزلانها
—————–
ورد لها ذكر في السيرة النبوية كما ذكر الواقدي سرية شجاع بن وهب إلى السي من أرض بني عامر من ناحية ركبة في ربيع الأول سنة ثمان؛
حدثني الواقدي قال: حدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عمر بن الحكم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلاً إلى جمعٍ من هوازي بالسي، وأمره أن يغير عليهم، فخرج؛ فكان يسير الليل ويكمن النهار حتى صبحهم وهم غارون، وقد أوعز إلى أصحابه قبل ذلك ألا يمعنوا في الطلب، فأصابوا نعماً كثيراً وشاءً، فاستاقوا ذلك كله حتى قدموا المدينة واقتسموا الغنيمة ، وكانت سهامهم خمسة عشر بعيراً؛ كل رجلٍ، وعدلوا البعير بعشرة من الغنم، وغابت السرية خمس عشرة ليلة.
قال الأصمعي: وجرة: طرف السي وهي فلاة بين مران وذات عرق وهي ستون ميلاً يجتمع فيها الوحش
ياقوت الحموي:رُكْبةَ: بضم أوله وسكون ثانيه وباءٍ موحدة بلفظ الركبة التي في الرجل من البعير وغيره …وقال الزمخشري: هي مفازة على يومين من مكة يسكنها اليوم عدوان
قال الواقدي هو إذا رحت من غمرةَ تريد ذات عرق
قال الحفصي ركبة بناحيه السِيً ويقال إن ركبة أرفع الأراضي كلها …
في كتاب فضائل مكة لأبي سعيد المفضل بن محمد بن تميم الجندي الهمداني بإسناد له أن عمر بن الخطاب قال لأن أخطىء سبعين خطيئة بركبة أحب الي من أن اخطىء خطية واحده بمكة.
قال ياقوت ايضا:السيُ علم لفلاة على جادة البصرة إلى مكة بين الشبيكة والوَجرة يأوي إليها اللصوص.
قال السكري: السي ما بين ذات عِرق إلى وجرة ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة وحرةُ ليلى لبني سليم قريب من ذلك والعقيق واد لبني كلاب.
قال ذلك في شرح قول جرير:
إذا ما جعلتُ السًيَ بيني ويينـهـا
وحرةَ ليلى والعقيقَ الـيمـانـيا
دعوتُ إلى ذي العرش رب محمد
ليجمعَ شعـبـاَ أو يقـرب نـائي
ويأمرني العذال أن أترُك الهـوَى
وأن أخفيَ الوجدَ الذي ليس خافيا
فيا حَسَرات القلب في إثرِ من يُرَى
قريباً ويلفى خيره منك قـاصـيا
وإني لعف الفقر مشترَك الغـنـى
سريع إذا لم أرضَ داري انتقالـيا
أبيات أخرى قالها نجدي هارب من الحجاز!!:
إذا قطعنَ السي ّوالمطاليا
وحائلاً قطعنَه تغاليا
فابعدَ الله السويق الباليا
قال التغالي: التسابُق
قال الهمداني*وهو يصف درب الحج البصري الخارج من مكة* المكرمة:
ثم ترجع على الطريق البصري فتشرب بوجرة وهو بئر وبركة مقضضّة ثم تهبط السّي وهي بلد مضلّة ثم أسفل منه بسيان وفيه كانت تنزل وتضرب فيها خرقاء بنت فاطمة العامرية التي يقول فيها ذو الرّمة:
تمام الحجّ أن تقف المطايا
على خرقاء حاسرة القناع
قلت:كان لركبة ذكر عند أجدادنا من القدم انها مضيعة مضلة قلما يسلم الحاج فيها من الضياع وسبب هذا انه لا توجد بها معالم بل سهل ممتد عشرات الكيلوات زد علي هذا غابات السلم التي تحد من مجال الرؤية,واستمر هذا الى بداية عهد السيارات فقد حدثني والدي حفظه الله انه حج بصحبة ابن عمه مع لوري عام 1382هجري ورغم ان السائق عتيبي من اهل المنطقة فقد ضلوا الطريق عندما خرجوا من الدفينة الى سهل ركبة وتخبطوا طوال الليل وأشجار السلم تحك جوانب السيارة وتشق القرب الى ان سقطوا على قهوة العرف حيث دلهم صاحبها على الطريق كما روى لي ان الركاب يشاهدون النيران المتحركة في الليل ويقولون انها من جن ركبة تهدي الحجاج (وأحيانا تضللهم!)
قال ابن دريد:لسِّي: الفضاء من الأرض الواسع. قال الشاعر:
كأنّ نَعامَ السِّي باضَ عـلـيهـمُ
إذا جَعجعوا بين الإناخة والحَبْس
الهجري:قطان بينَ السِيِّ وحَضَنٍ
البكري:السي فلاةٌ على جادة الْبَصْرَة، إلى مَكَّة بين الشبيكة ووجرة، يأوي إليها اللصوص، قال أَبُو ذؤيب:
في عَانَةٍ بِجَنُوْبِ السِّيِّ مَشْرَبُهَا
غَوْرٌ ومَصْدَرُهَا عَنْ مَائِهَا نُجُدُ
لخص هذا كله* حمد الجاسر*:والسي ووجرة وغمرة يشملها الان اسم ركبة لاتصال تلك المواضع بها* واصبحت اسمائها مجهولة.
بن بليهد*رحمه الله يحدد وجرة بركبة الشمالية ي يقطعها طريق عشيرة المهد
والطريق السريع من الرياض الى الطائف ومكة يقطع السي أو ركبة في منتصفها ويمكنك مشاهدة المنطقة وطبيعتها المميزة جداً وانت في سيارتك ولا أظن شبهها شيء في جزيرة العرب من حيث استواء الأرض وكثافة الشجر القصير فهي تذكرك بالسفانا الأفريقية لهذا كانت أكثر اجزاء الجزيرة العربية احتواء على الغزلان والظباء والنعام الى عهد قريب قبل ان نبيدها* بأيدينا* ولعل في محمية محازة الصيد أمل ان تعيد لركبة غزلانها وظبائها .والله المستعان