سلمان.. تأريخه يجيب على الأسئلة

انشغلت كثير من الأوساط الإعلامية، عربية وأجنبية، ببعض الأسئلة من نوع ما هو شكل المستقبل في المملكة مع الملك سلمان، وكيف ستواجه التحديات الراهنة والقادمة، وما هو الأسلوب الذي ستنهجه مع الملفات الساخنة إقليميا ودوليا، وما الذي سيستمر من توجهات الملك عبدالله يرحمه الله، وغير ذلك من التساؤلات في هذا الإطار. يحدث ذلك في الوقت الذي قال فيه الملك سلمان جملة عامة في خطابه تحمل مفتاح الإجابة على مثل هذه التساؤلات عندما أكد أن المملكة سائرة على نهجها القويم منذ تأسيسها، وهذا النهج لمن يعرف جيدا سياسة المملكة فيه ثوابت تتضمن جملة من القيم والمبادئ والمثل التي لا تتغير ولا يمكن التنازل عنها، وفيه أيضا متغيرات مدروسة تتماشى مع متطلبات المراحل واحتياجاتها. الملك سلمان رجل دولة وشريك في صناعة القرار السعودي منذ فترة طويلة، عاصر الملوك السابقين وكان قريبا جدا منهم وعضوا فاعلا في تشكيل ملامح السياسة الداخلية والخارجية. ومنذ كان أميرا للرياض خلال سنوات طويلة صنع صداقات متينة مع كثير من زعماء العالم مؤطرة بالاحترام والتقدير لشخصيته ومكانته، وكان في زياراته الخارجية خلال تلك الفترة يُعامل وفق بروتوكولات رؤساء الدول لمعرفتهم بموقعه وتأثيره وأهميته. كان صاحب مبادرات مهمة في منعطفات عربية ودولية ربما لم يحبذ أن تسلط عليها أضواء الإعلام لكن المراقبين يعرفونها جيدا. وفي الفترة الأخيرة وهو ولي للعهد في ظروف عالمية بالغة الحساسية قاد الدبلوماسية السعودية في زيارات دولة تمخضت عنها مواقف وقرارات وشراكات في غاية الأهمية للمملكة وتلك الدول. وأما داخليا فالكل يعرف محورية دوره في كثير من السياسات والقرارات والتوجهات. إذن نحن نتحدث عن شخصية ناضجة مخضرمة وصاحبة رأي سديد وقرار متعقل لكنه حازم وحاسم لأنه مدروس بعناية. شخصية عاصرت كل المراحل وشاركت في صناعة قراراتها، لتأتي هذه المرحلة الجديدة متوجة لمسيرة طويلة حافلة بالمسؤوليات الضخمة، وكمثال واحد لا أكثر فإن الذي يعرف سلمان بن عبدالعزيز لا يفاجأ بالمهارة والسرعة التي اتخذ بها جملة من القرارات فور توليه مقاليد الحكم. وبالعودة للتساؤلات التي تطرحها وسائل الإعلام فإن إجابتها تتضح من معرفة التأريخ الحافل الطويل لسلمان في إدارة شؤون الوطن وسياساته.

حمود ابو طالب
عكاظ