•• عندما لا يجد مئات الناس سريرا في مستشفياتنا
•• لفترات طويلة.. فإن ذلك مدعاة للسؤال لماذا؟
•• فما تقدمه الدولة للقطاع الصحي
•• يجيء في المرتبة الثانية في الإنفاق عليه
•• بعد التعليم.. وبأرقام فلكية كبيرة..
•• وإذا كانت الدولة لم تقصر في هذا الجانب
•• فمن الذي يتسبب فيه.. أو يساعد عليه؟!
•• الإجابة على هذا السؤال.. طويلة..
•• والمتهمون بالقصور كثيرون..
•• وإن كان المتهم المباشر في نظر الكثيرين هي الأجهزة المشرفة على إدارة العمل بأي قطاع بالدرجة الأولى..
•• وغياب الخطط والاستراتيجيات العلمية الشاملة لحل المشكلات الناجع بدرجة ثانية..
•• لكن الحقيقة هي أن ثقافة المجتمع أيضا تشكل عاملا ثالثا ومهما أيضا
•• أقول ثقافة المجتمع..
•• لأن كل واحد منا يذهب إلى المستشفى حتى إذا أصابه عطاس.. أو ألمت به نزلة برد خفيفة
•• وقد يتجه إلى غرف الطوارئ مباشرة..
•• كما أن كلا منا يصر على البقاء في المستشفى
•• لأسابيع.. وربما شهور.. وربما سنوات
•• مع أنه لا يحتاج إلى البقاء فيه
•• إما لشفاء حالته..
•• وإما لأنه لم يعد هناك علاج له فيه..
•• وربما لأن أهله وذويه لا يريدون تحمل عبء تمريضه في المنزل
•• وهنا تتعرض المستشفيات لضغط غير مبرر.. وغير محسوب في كل أنظمة العالم الصحية..
•• وهنا تساعد الضغوط الاجتماعية أيضا على بقاء من لا يستحق البقاء في المستشفى.. وشغل سرير يحتاج إليه مريض آخر يواجه وضعا صحيا أصعب..
•• وهنا تتحطم الأنظمة ويتفوق العرف.. أو الضغط على حساب المصلحة العليا
•• نحن، إذن، أمام مشكلة حقيقية ومعقدة
•• هذه المشكلة نحن خلقناها كمجتمع..
•• وساهمت في تكريسها أجهزة عاجزة عن توفير حلول عملية حاسمة لسنوات طويلة
•• وحان الوقت لمعالجتها من جذورها تماما
•••
ضمير مستتر:
[•• إذا غاب الحزم والعزم.. تراكمت الأخطاء وصعب الحل.]
هاشم عبده هاشم
عكاظ