{المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}.
ومن هذا المنطلق ليس بدعا أن يسعى الإنسان – كل إنسان – بكل جهده ليحصل على المزيد من المال الحلال لكونه زينة الحياة الدنيا كما قال رب العزة والجلال.
لكن المشكلة أن بعضا من خلق الله لا يريد أن يوقف من سعيه للحصول على المال حتى آخر لحظة من حياته دون أن يعطي نفسه وأهله شيئا من الاهتمام.
ولعل أسوأ منه ذلك الذي يحرص على تكديس الأموال من حلال أو حرام فلا فرق عنده، وإنما كل ما يهمه هو المزيد، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب».
وبين هؤلاء وأولئك شريحة تكدس الأموال دون أن تفكر حتى في إصدار الزكاة وإنما يكتفي أحدهم في شهر رمضان برصد مليونين أو ثلاثة يمنحها لطلاب الإحسان بأسلوب فيه من الإذلال ما لا يليق هذا في الوقت الذي لا تبلغ المليونان أو الثلاثة ولا ثمن واحد من الثروة التي يمتلكها.
وإنه من المؤسف أن بعض أصحاب الثراء يبخلون على أهلهم وبنيهم بما يوفر لهم المتطلبات الحياتية، أما الأقارب والأرحام فإنهم لا يحظون منه بابتسامة.. مع أنه كان فقيرا فأغناه الله وكان جديرا أن ينفق مما يحب.
شخصيا منحني الله من العمر ما مكنني من معرفة بعض الذين كانوا في مكة يسوقون بالقطاعي بضائع مصنعة محليا أو مستوردة في دكاكين متر في مترين أقل أو أكثر قليلا.. ثم فتح الله لهم أبواب الرزق فصاروا من أصحاب البلايين.. وهم أكثر من عدد أصابع اليدين.. ولقد شد قلمي لهذه السطور مجموعة من العمائر قد أقامها أحد الأثرياء وكنت كل ما مررت بها أحسب أن الرجل بناها لتكون وقفا يسكنه الفقراء والأرامل والمساكين والأيتام لكني فوجئت عندما وجدت بعد تمام بنائها على جانب منها لوحة كتب عليها (شقق للبيع أو للإيجار) فحزنت على الرجل الذي يملك البلايين ولم نسمع عنه أنه أسهم في مشروع أو شارك في عمل تنموي لبلاده وإنما حتى عندما أقام العمائر التي لا علاقة لها بتجارته يعرضها للبيع أو الإيجار.. ويا أسفاه!!
السطر الأخير:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي عن رب العزة والجلال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا».
عبد الله عمر خياط
عكاظ