تصاعد أسعار الدواء
ما لم نأخذ الموضوع بجدية أكثر فسنكون أسرى للشركات والماركات الدوائية العالمية. ونظرة إلى الصيدليات الأهلية والتوريدات لجهات حكومية نجد أن اسما واحدا لمسكّن دوائي يوزّع على ماركات كثيرة. وهذا يحسه العارفون بعلوم الصيدلة. يعني أن الشركة الأم تُعطي حق التصنيع والتوزيع لأعداد لا نعرفها من التجمعات.
أصبح الصيادلة في المجتمع من الصفوة المتعلمة تعليما عاليا يؤهلهم للتعامل مع المرضى، والأبحاث الدوائية وتصنيع الدواء. وبدأت الدراسة لعلوم الصيدلة تواكب التطور. وكانت الصناعة الدوائية قد بدأت عام 1600في ألمانيا أولا، ثم انجلترا وفرنسا.
وأثناء الحرب العالمية الثانية تطورت تطورا مذهلا مستعينة بالتطور التكنولوجي السائد في شتي فروع العلم وتنتج المصانع الآن كميات هائلة ليصفها الأطباء من أجل رفاهية الإنسان وصحته والقضاء على الأوبئة التقليدية التي كانت تحصد الملايين ومكافحتها.
وأود أن أقول إضافة إلى ما هو معروف أعلاه أن بلادنا تعاني وسوف تعاني أكثر من تصاعد أسعار الدواء عالميًا، لأسباب كثيرة يعرفها أهل الاقتصاد ومتابعو أسعار صرف العملات. وقامت لدينا شركات تصنيع الدواء، ولاقت ما تُلاقي من عراقيل ملكية العلامة، والملكية الفكرية. ولم نقرأ حتى الآن عن محاولات خلق ميدان استثماري سعودي يعمل في أبحاث الدواء وتصنيعه.
ألم نوجد ميادين استثمار في مدن الألعاب وصناعة العطور، والأصباغ وطرحنا أسهمها للجمهور؟
اخترعنا عبارات مثل الأمن الغذائي والأمن المائي والأمن الثقافي، ولا نزال نعرج في تلك "الأمنات". وربما كان هذا السبب في تباطئنا في التفكير بالأمن الدوائي.
إنشاء شركات مساهمة لأبحاث وصناعة الدواء ارتياد وطني وإن قلّ الربح في بداياته.
*نافذة شعر
أمانيّ من سعدى رُواءٌ على الظما
سقتنا بها سعدى على ظمأ بردا
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
(شاعر من بني الحارث)
عبد العزيز المحمد الذكير
جريدة الرياض