مثلما كانت دائما، جاءت كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها مساء أمس ولي العهد الأمير محمد بن نايف، مثالا للاتزان والانسجام مع مصالح الوطن، وتحديات المستقبل، وهموم الأمة.
كان الموقف السعودي السلمي والنابذ للعنف والمحارب للإرهاب بارزا بجلاء، ومتمثلا بقوة في قيمة الكلمة ومستوى الخطاب، الذي أصغت إليه الوفود بعمق، باعتبار المملكة تعني كل ما تقول.
لم تكن المملكة في يوم من الأيام معول هدم، ولا محرضا على الدمار والاقتتال، بل كانت ومازالت يدا تمتد بالخير على خريطة العالم، بالغة أقصى حدود الممكن للدول أن تبلغه.
وما الموقف من الأزمة اليمنية، وكذلك التعاطي مع الأزمة السورية، إلا نموذجان حيان على مدى حزم وإنسانية المواقف السعودية، التي تقف بقوة، تبلسم جراح الأمة، وتمسح الدمع عن ضحايا الإرهاب والطائفية، وتحرص على عدم التعامل معهم لاجئين حفاظا على كرامتهم، بالغة مساعداتها لهم أكثر من 800 مليون دولار.
وإذا كان للإرهاب والطائفية في منطقتنا الصوت الصاخب بضجيجه، والمتغطرس بساديته، فإن صوت المملكة العاقل والصارم في الوقت ذاته، المتمثل في كلمة ولي العهد، هو الفيصل والحاسم، لكل الشذوذ والنشاز، الطارئ والمتطفل على ديننا وعروبتنا.
إن كلمة الأمير محمد بن نايف بكل مضامينها العميقة كانت معبرة بجد عن الموقف السعودي من مجمل القضايا التي تنتاب الشرق الأوسط، من تشرذم وتمذهب، وتدخل في شؤون الدول.
وكان الموقف سامقا يليق بدولة الاتزان والحزم، دولة بحجم المملكة العربية السعودية.
عكاظ