إن الله عز وجل لما خلق الخلق فى صورة آدم وقال للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة وعرضت الملائكة أنفسها للخلافة بقولها أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فعلم الله آدم الأسماء كلها ومن وجهة نظرى أنها ليست أسماء الأشياء كما قال سادتنا المفسرين لأن الملائكة كانت تطوف فى كون الله وتتعرف على الأشياء ولكن المقصود بالأسماء والله أعلم هى أسماء بنى آدم يوم أخذ الله ذرية آدم من ظهره وعرفه بأبنائه وقدرهم ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم ولما كانت الملائكة تتباهى بقدرها بسبب تسبيحها الدائم بحمد ربها فكان لابد من أن يناظرهم آدم بما هم ينافسون به وهو قدرهم بسبب طاعتهم فلما جاء أسم محمد صلى الله عليه وسلم وعرفت الملائكة أن محمد هو رحمة اللله للعالمين وأن بريل سيقف عند سدرة المنتهى وأن محمد يخترق هنا عرفت الملائكة قدرها فسجدت إحتراما لآدم ولذلك خاطب الله نبينا وجدنا صلى الله عليه وسلم ب"وإذ قال ربك للملائكة" أنى جاعلك خليفة لله فى أرضه وأن كل من سبقك يامحمد من الأنبياء يقفون تحت لوائك ويؤمنون بك وينصرونك. ومما سبق نعرف سر هذا الهجوم المغرض على النبى الآكرم وسيبقى دائما لأنهم يعرفون قدر النبى صلى الله عليه وسلم أكثر منا ورحنا فقط نتفاخر بنسبنا ليس أكثر ولكن النبى كان مايشغله أكبر كثيرا مما نفكر فيه الأن فقد كانت تبعات أن يكون النبى خليفة الله فى أرضه أن يكون رحيما كما ربنا عز وجل رحيماو أن يحمى كل خلق الله من إنس وجن من النار وهذا أكبر رحمة من الله وهى دخول الجنة وصدق الله حين قال " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز" هذا سر وجود نبينا صلى الله عليه وسلم فأين نحن من جدنا صلى الله عليه وسلم أرجو أن يكون هذا الموقع مكملا لرسالته وليس متباهيا بنسبه فقط وقد ذكر المعصوم صلى الله عليه وسلم فى حديث شريف أن التباهى بالأنساب من الجاهلية وأن أنتظر ردودكم على ما كتبت
د محمد كامل القرعانى