نعم هذه حقيقة؛ الشباب السعودي الفئة الأكبر في تركيبة السكان يأخذ بيد المجتمع لنقلة نوعية مميزة، الكثير من الملامح تفيد هذه النتيجة.. المئات من الشباب والفتيات يقيمون معارضهم الشخصية الفنية بكافة أنواع الفنون من رسم وتصوير وأشغال يدوية وتصاميم أزياء، العديد من المدونات السعودية تشارك في عملية التغيير والتعبير الحرّ عن آرائهم وأفكارهم وطموحاتهم الواسعة.. الندوات والدورات التدريبية التي تشهد إقبالاً غير مسبوق، مسابقات الابتكار والاكتشاف والمشاريع. مسابقات الأدب التي تلاقي حماساً جميلاً ومنافساً؛ الأعداد الهائلة التي سافرت للدراسة ومازالت تطمح للابتعاث كفرصة ذهبية للتعلم.. المؤلفات الشبابية التي تطرح في المكتبات بأعداد كبيرة ولأسماء جديدة وصغيرة في السن.. رغبة الشباب في إثبات نفسه وتقديم ما يملك للمجتمع بجرأة وحماس شديدين..كل هذه الظواهر ترسل إشارة واحدة أن المجتمع البسيط سابقاً آخذ في الإيجابية بمزيد من تطور وحراك مميز.
إننا مأخوذون بالتغيير والتطوير كشباب تتحرك في دواخلهم رغبة الانفتاح على العالم الكبير؛ العالم الذي يعيش فيه الآلاف من شبابنا وبناتنا.. هذه الحركة.. هذا التقدم الجميل الذي ندعمه بكل ما فينا، بحاجة لمراكز بحوث ودراسات إستراتيجية تبحث في حال المجتمع وأفراده وتحفظ لنا ميزات مجتمعنا الجميلة لئلا نفقدها في عاصفة التغيير التي نعيش، أظن أننا بحاجة شديدة لتفعيل دور علماء الاجتماع والتنمية؛ لعلماء يرصدون التجربة ويمنعون العادات السيئة من اقتحام خصوصيتنا الدينية والأخلاقية التي كانت ومازلت ميزة المجتمع السعودي، نحتاج لضبط هذا التقدم لئلا يكون عودة إلى الخلف في قيمنا وعاداتنا النبيلة، لئلا ننسلخ من القديم سعياً للتجديد.. لئلا يكون حراكنا إلى الوراء.!
بقلم آلاء الابراهيم