د. هيا عبد العزيز المنيع
في وقت سابق مثل زواج طفل دون الحادية عشرة بطفلة تصغره أي دون العاشرة خبراً صحفياً رئيسياً لكثير من الصحف..؟ وهو خبر فعلاً يستحق تلك المعاملة من منطلق غرابته.. الجميل في ذلك متابعة هيئة حقوق الإنسان للموضوع والحث على استصدار قانون يمنع تلك الزواجات من منطلق حقوقي حماية لهؤلاء الأطفال وتأكيداً على أهمية تكوين أسرة سليمة خاصة ونحن نعرف أن الأسرة تمثل الوحدة الرئيسية لتكوين المجتمع.. والجميل أيضاً تأكيد غير عالم ديني لضرورة إيقاف مثل ذلك النوع من الزيجات.. وهو موقف واع يؤكد متابعة رجال الدين لمستجدات التغيرات الاجتماعية عموماً وتأثير ذلك على الأفراد والقدرة الاجتماعية للفرد..
لا أريد أن أتوسع في سرد التوقعات السلبية لمخاطر مثل هذا النوع من الزواج لأنها من الوضوح ما يغني عن أي جدل أونقاش..
المتوقع ان تتخذ وزارة العدل موقفاً أكثر إيجابية ليس للحد من ذلك بل لإيقافه بشكل قانوني وعدم تكراره بأي شكل بأن يصدر قرارمن وزارة العدل يحدد السن القانونية للزواج سواء للشاب أو الفتاة لأن الخطورة تزداد مع زواج فتاة صغيرة من رجل مسن.. وليس من طفل وأخشى مع تغلغل القيم الاقتصادية في مجتمعنا أن نجد العكس أي زواج أطفال ذكور من نساء كبيرات لأسباب مالية..؟ أعلم أن البعض قد لا يجد أن الأمر ممكن ولكن الواقع لاشكال الزيجات الحديثة ينذر بالامكانية ولعل زواج المسيار لكثير من طلبة الجامعات المغتربين في المدن الكبرى من سيدات تكبرهم سناً وما يؤكد ان القيم الاستهلاكية أو المادية باتت تسيطر على الكثير من اتجاهات التغير الاجتماعي لمجتمعنا السعودي وان أصبنا لوقت بدهشة بواقع غريب في نهاية الأمر يتمايل أمامنا دون ان نفعل شيئا سوى ابتسامة واستنكار ثم تعود وتعايش..
تقنين عمر الزواج للجنسين أمر يتفق مع الحقوق الإنسانية للجميع ويتفق قبل ذلك مع شريعتنا الإسلامية التي احترمت تكوين الأسرة بل ان القرآن الكريم في غير آية اهتم بتنظيم الأسرة والزواج وحقوق الزوجين والأبناء وغيرهم من المفاهيم الأساسية في تكوين الأسرة ومنظومة العلاقات القرابية وأهمها الزواج المتكافئ مما يؤكد أهمية مؤسسة الزواج..
نريد أن يتحول التفاعل مع ذلك الخبر إلى منطقة الفعل حتى لا تستمر مرحلة الاندهاش والتي تدخلنا كل مرة في حالة ردة الفعل دون حراك يقي المجتمع وأفراده من ممارسات تغذيها العواطف دون إدراك لمخاطر ذلك على أصحاب الشأن أولاً والمجتمع ثانياً..
زواج صغار السن خطأ وزواج بعض كبار السن أيضاً يحمل في الكثير منه خطأ والمطلوب من الجهات المختصة تقنين الأمر حتى لا نجد أن بناء الأسرة بناءً سليماً في ذيل اهتمامات زواجات العصر..