كل يوم نقرأ أو نسمع أو نشاهد خبراً طبياً أجنبياً يتناول إنجازاً عالمياً خارقاً بتطوير إجراء جديد لزراعة الكبد أو لمحاصرة السرطان أو للقضاء على فيروس قاتل. وحينما يطّلع المواطن المريض على هذا الخبر، ولكون خدماتنا الطبية "الله بالخير"، يقوم المسكين اليائس بمحاولة الاتصال بالجهة التي أصدرت هذا الخبر، وأحياناً ينجح وغالباً لا ينجح، في محاولة منه للوصول إلى العلاج.
ولأن مثل هذه الأخبار يتم نشرها يومياً، ولأن المرضى اليائسين تتزايد أعدادهم مع تزايد الأمراض وتزايد شراستها، فإنني أفكر فيما لو تقوم جهة معنية بالأبحاث الطبية والعلمية باستقبال أسئلة المواطنين واستفساراتهم بخصوص الإنجازات الطبية والجراحية العالمية الحديثة، وذلك بالتنسيق مع أصحاب الإنجاز. فالمواطن لن يكون مثل هذه الجهة المتخصصة في نقاش الإجراءات الطبية والجراحية، كما أن هذه الجهة ستكون قادرة على تمييز الإنجاز الحقيقي من الإنجاز الكاذب، وستوفر على المواطنين الوقت والجهد والمال والآمال. وإذا لم تبادر جهة رسمية بتبني هذا الاقتراح، فيمكن أن تتبناه جهة غير رسمية، وأن تحتسب إنشاء مثل هذه الخدمة لوجه الله.
لقد تحوّل المريض، بسبب تردي الخدمات الصحية حتى في أكبر مراكزنا الطبية، إلى مسكين يستحق الشفقة وتجوز فيه أعمال البر والخير.بقلم سعد الدوسري