@@ يشكّل "السكن" أكبر هاجس.. لأكثر من (70%) من أبناء المملكة.. ممن لايملكونه.. ولايعرفون كيف يوفرونه بحكم عدم قدرتهم المادية للحصول عليه..
@@ ولست مبالغاً إذا أنا قلت..
@@ أن الكثير من هؤلاء لايملكون حتى قيمة إيجار الشقة.. وليس تملكها..فضلاً عن تملك سكن كامل..
@@ وبالتالي فإن مشاريع زواجهم تصبح في حكم المتوقفة أملاً في أن تتحسن ظروفهم المادية..ويصبحوا قادرين على تأمين هذا المتطلب الضروري.. لبدء حياة شاقة وسط "كومة" من الديون.. والقروض.. والأقساط المؤجلة ..
@@ ومع أن الدولة لم تقصر للحد من مشكلة بطالة الشباب.. أو تدني مستويات دخولهم بمساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة.. أو إعطائهم سلفاً ميسرة.. عبر أكثر من مؤسسة.. أو جمعية.. أو جهة حكومية.. أو أنشطة ومجالات استثمارية مختلفة.. إلا أن المشكلة أكبر من كل ماهو موجود.. وقائم.. ومرتب.
@@ والسكن كعقبة كأداء تواجهها أسر كبيرة العدد.. متدنية الدخل.. ضعيفة الحال وليس الشباب فقط.. الأمر الذي يجعلنا نعلق أملاً كبيراً على "هيئة الإسكان" التي أنشئت حديثاً.. ويترقب الناس منها الكثير.. لحل مشكلتهم هذه..
@@ غير أن الهيئة لاتستطيع أن توفر بمفردها حلولاً سحرية.. وجذرية لمشكلة كبيرة وبهذا الحجم والتعقيد..
@@ وإذا نحن أردنا أن نقدم لها دعماً حقيقياً وجوهرياً وفعالاً.. فإن علينا أن نتخذ خطوات عملية في هذا الصدد نذكر منها:
أولاً: حصر جميع الأراضي الحكومية البيضاء سواء تلك التي تقع تحت إشراف أملاك الدولة بوزارة المالية أو التي تقع تحت تصرف الأمانات والبلديات وإخضاعها لعملية تخطيط علمية تحدد احتياجات مشاريع الدولة التوسعية فيها لتلبية احتياجات المدارس والمستشفيات ومراكز الخدمات الأمنية ومافي حكمها.. وتوزيع المساحات الباقية على أكثر المواطنين استحقاقاً.
ثانياً: إعادة النظر في أنظمة البناء والعمران ، واعتماد أنظمة البناء الرأسي.. وتعدد الطوابق للاستفادة من المساحات المتاحة بصورة أكبر لأغراض الاستثمار وبيعها في هيئة وحدات سكنية رخيصة وعلى مدى زمني طويل..
ثالثاً: إيقاف المنح الكبيرة التي تتجاوز (5000) م .2.وتوجيه المساحات المتاحة لإقامة مشاريع صناعية وتنموية وتطويرية للبنية الأساسية بمشاركة القطاع الخاص وحثه على استثمارها وتحويلها إلى فرص عمل جديدة من شأنها أن ترفع مستوى دخل الأفراد وتخفف من مشكلة البطالة بين الشباب
رابعاً: تمكين الهيئة نفسها من إقامة مشروعات إسكانية ضخمة.. وإعانتها على انجازها وبيعها على المواطنين بأسعار رمزية.. وبأقساط ميسرة.. ومريحة.. وفقاً لمعايير دقيقة..
@@ فهل يتحقق مااتمناه.. وأحلم به؟!
@@@
ضمير مستتر:
@@( هناك من يعيش على كنز.. وهناك من يفكر في وجبة غداء اليوم التالي في عصر تزداد فيه الفجوة بين الطبقات العليا والطبقات السفلى).
بقلم د / هاشم عبده هاشم