حوادث مميتة، وعاهات مستديمة سببها تهور البعض بقيادة السيارات واتخاذهم للساحات العامة والطرق السريعة بل وحتى الأحياء السكنية مكاناً للهو والتفحيط والسرعة الجنونية وخاصة في هذه الإجازة الصيفية. إذ قلما تجد حيا يخلو من العابثين واللاهين، ولا مواطن لا يعاني من أولئك الذين يتسابقون إلى الموت غير مبالين بأرواحهم ولا بأرواح غيرهم.
لماذا لا تفرض على المتهور بسيارته زيارة إجبارية لمستشفى النقاهة "مستشفى العاهات المستديمة"؟. هذا المستشفى الذي يرقد فيه مئات المصابين من حوادث السيارات. بالإضافة إلى أقسام أخرى كقسم مرضى الجلطات، ومرضى نقص الأكسجين، والصرع والعيوب الخَلقية منذ الولادة.
ويا لهول هذا المنظر حينما تشاهد أناساً فقدوا صحتهم لا يستطيعون الحركة منذ سنين طويلة. والأكثرية منهم كانوا في أفضل صحة وعافية.ولكن لحظه طيش منهم أو من شخص ابتلاهم بطيشه، قلبت حالهم من حال إلى حال والله المستعان. يقول احد المرضى: كنت في أتم صحة وعافية، وأصبت بحادث سيارة بسبب تجاوزي للإشارة الحمراء، واحمد الله أنني لم أضر أحداً سوى نفسي لأن سيارتي اصطدمت بأحد أعمدة الانارة لكنني أصبت بشلل منذ ثماني سنوات. يقولها والدمع يغرق عينيه ويالها من موعظة.
وعن آلية هذه الفكرة أو المقترح الذي أوجهه إلى مسئولي الإدارة العامة للمرور وهي إرسال أي شخص يثبت تهوره في قيادة السيارة سواء قبض عليه بقضية (تفحيط- سرعة جنونية. ...الخ) إلى (مستشفى النقاهة) واستقباله من قبل أشخاص مختصين وزيارة المرضى في المستشفى والنظر إلى من فقدوا عافيتهم وصحتهم بلمح البصر، وقد يقصون عليهم قصصهم المبكية والمحزنة التي يلين لها الحديد. ويكفي الزائر أن يتفكر ليحمد الله ويشكره على النعمة التي هو فيها.
وباعتقادي أن هذه الفكرة سوف تحقق فوائد جمة منها: أن هذه الزيارة قد تحرك قلب الزائر وتمنعه من تكرار جرمه في مخالفة الأنظمة المرورية، وهو أيضا قد ينقل ما شاهده إلى زملائه ويؤثر فيهم، والفائدة الأخرى هي تعويد المجتمع على زيارة المرضى ومواساتهم ورفع معنوياتهم. نتمنى من الإدارة العامة للمرور دراسة الفكرة بشكل جدي وتطبيقها في أقرب وقت. تطبيق هذه الفكرة، في اعتقادي، من شأنه أن يقلل من التهور والحوادث المرورية المميتة.
بقلم مازن بن صالح الخليفة