رسالة إلى ولدي
الخميس 26 ربيع الأول 1426 الموافق 05
مايو 2005
محمد إياد العكاري
عَرفْتَ دَربَكَ فالزَمْ
وللكَمَالِ تَسنَّمْ
واسْلُكْ طَريقَ المَعَالي
نَهجَ الهُدَاةِ تَرسَّمْ
دربُ الكرامِ سَبيلٌ
نحو الثُّريَّا تَقَدَّمْ
وللسُّموِّ مَراقٍ
وللمَدَارات مَعْلَمْ
فاركُضْ بِرجلكَ وارْقَى
نحو السَّماكين فاقْحَمْ
بهمَّةٍ لا تُبالي
وسَاعِدٍ يتكلَّمْ
ونظرةٍ تَتَحَدَّى
كَسَهمِ عَزمٍ ومَرسَمْ
على الصِّعَابِ جَسُورٌ
وَعْرُ الجِبالِ كَسُلَّمْ
خَاضَ الحُزُونَ سُهُولاً
فوقَ الذُّؤابات أَقْسَمْ
على الدَّواهي رُكُوبَاً
من الخُطوبِ تَبَسَّمْ
إذا رَأتْكَ شُمُوخاً
ومن رُؤَاكَ تحَطَّمْ
وإن أطلَّتْ تَوارَتْ
كَليلةً تَتهَشَّمْ
فَقُمْ بعَزمٍ شَغُوفاً
واشْحَذْ سَواعِدَ ضَيغَمْ
وانهَلْ من العِلْمِ طُرَّا
وللمَعَارِفِ فَالهَمْ
واركَبْ مَطَايا المَعَالي
الجِدِّ تَرقى وتَنْعَمْ
واسلكْ غِمَاراً بحزْمٍ
وبالشِّراع المُعَلَّمْ
والعِلمُ أيُّ مَنارٍ
ربَّانُهُ فيهِ مُغْرَمْ
والفُلكُ راسٍ تهَادى
لبَرِّهِ يتقدَّمْ
وللسَّعادَةِ يَمضي
صرحُ التَّوكُّل بلسَمْ
وحَسبنا العِلم تَاجاً
والفَهْمُ والعَزْمُ تَوأَمْ
والصَّبرُ كَنْزٌ ثَمينٌ
والبِرُّ فَوزٌ ومَغْنَمْ
فاقطفْ نُجُومَ الثُّريَّا
وللبُدُورِ تَسَلَّمْ
واركبْ سماكَ المَعَالي
على الجوَادِ المُطَهَّمْ
بالعلمِ تَسمو وتَعلو
وبالتَّأدُّبِ تُكْرَمْ
والدِّينُ تَاجُ البَرايا
والحقُّ للخَلقِ أَقْوَمْ
والعزُّ فيهم جَميعاً
بلى وتغدو كمعلَمْ
هَذا الصِّراطُ المزَكَّى
مع الجَمَالِ المُعَمَّمْ
فالزمْ أيا ابني وثَابِرْ
فالمَجدُ حَوْلَكَ حَوَّمْ
والفوزُ دَومَاً بصَبرٍ
ودَعْوَتي لكَ تسْلَمْ