أين اختفى قادة حماس خلال حرب غزة؟
أين اختفى قادة حماس خلال حرب غزة؟
الخميس2 من ربيع الأول1430هـ 26-2-2009م الساعة 12:29 م مكة المكرمة 09:29 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة-> حوارات و تحقيقات 3/3/2009 5:20:08 AM
غزة – مراسل مفكرة الإسلام بغزة
أقوال لم تتوقف خلال الحرب، كان يروجها فريق معروف لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وهي اختفاء قادة حماس تحت الأرض وتركهم لأبناء شعبهم ليلاقوا مصيرهم وحدهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت بعض المواقع بالترويج إلى أن قادة حماس هربوا عبر الأنفاق إلى جمهورية مصر العربية، ثم ما لبثت أيام الحرب أن طالت وامتدت وكشفت الحوادث وعمليات الاغتيال التي طالت رءوسًا حساسة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وأجابت بصورة عملية على تلك الشائعات.
الدكتور نزار ريان القيادي البارز في حركة حماس كان بين ذويه وأهله وكان في قلب مخيم جباليا عندما قصفت الطائرات الصهيونية بأكثر من طن من المتفجرات منطقة مخيم جباليا، حتى ليبدو زلزال قد قضى على منطقة مسجد الخلفاء الراشدين وسط مخيم جباليا شمال غزة، وقد استهدف الكيان الصهيوني عشرات المنازل هناك حتى إن المنطقة هناك تبدو لك أن غالبيتها قادة للمقاومة، لأن غالبية البيوت في تلك المنطقة كانت مستهدفة وبشكل انتقائي كما دمرت بيت الدكتور ريان على من فيه حيث اغتيل الدكتور ريان مع أبنائه وبناته وزوجاته ولم يبق واحد منهم إلا أبناؤه المتزوجون ويقطنون في بيت مغاير.
سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة غزة التي تقودها حركة حماس، على الرغم من أزيز الطائرات الذي لم يتوقف للحظة واحدة والقنابل التي ما فتئت تسقط كل لحظة، إلا أن الناطق باسم وزارة الداخلية المهندس إيهاب الغصين أكد لــ "مفكرة الإسلام" أن الوزير سعيد صيام كان مستمرًا في عمله ولم تنقطع اجتماعاته خلال الحرب، وكان دائمًا يكرر قبل وفاته: علينا حماية ظهر المقاومة، وعلينا حماية الجبهة الداخلية.
وألمح الغصين أن عملية التخفي والحذر من الكيان الصهيوني لا تعني جبنًا أو خوفًا، ولكن بقاء هؤلاء على قيد الحياة يوغل في صدور الأعداء ولا يشفي صدورهم، كما أن الأمة بحاجة إلى هؤلاء القادة للدفاع عن الأمة وعن مقدساتها.
النائب عن حركة حماس يحيى العبادسة والذي كانت أوساط إعلامية قد اتهمته بالفرار إلى مصر خلال الحرب مع ستة آخرين من قيادات حركة حماس أكد أنه سمع بتلك الأخبار وهو في غزة، ولم يغادرها وكان يصلي مع الناس في المسجد، وكان الجميع يشاهده في المنطقة.
وأعطى النائب العبادسة عدة دلالات في حديث لـ"مفكرة الإسلام" على وجود قيادات حماس والمقاومة في الميدان ولم تفارق غزة:
أولاً: استشهاد الدكتور نزار ريان ووزير الداخلية سعيد صيام بين شعبهم بغزة.
ثانيًا: ضبط الأمن الداخلي في قطاع غزة في ظل ظروف استثنائية؛ حيث إن الطائرات الصهيونية لم تفارق سماء غزة ولو لدقيقة واحدة.
ثالثًا: ضبط ثمن البضائع وأسعار المواد الأساسية وضبط أية محاولة للاحتكار من قبل المستغلين.
رابعًا: تسليم الحكومة الفلسطينية بغزة لرواتب عناصر الأجهزة الأمنية في ظل الحرب، في حادثة لم تحدث في التاريخ المعاصر، لو قيست الظروف الاستثنائية.
خامسًا: الخدمات الإغاثية لأصحاب البيوت المتهدمة والمدمرة وتقديم مساعدات عاجلة لهم بانتظام.
الحوادث السابقة تؤكد بلا شك أن قيادات المقاومة الفلسطينية كانت في الميدان وكانت تقود الشعب الفلسطيني، ولو لم تكن موجودة لحدثت فوضى ونهب وسرقة كناتج عن تلك الحرب المدمرة، لكن العكس هو ما حدث، وهذا يدلل بشكل قاطع على أن القيادة كانت في الميدان ولم تختف، على الرغم من أن أخذ الحذر هو أمر شرعي على حد قول النائب العبادسة.
وأكد العبادسة أن كافة قيادات الحكومة بغزة كانت تمارس عملها على الرغم من القصف المتواصل برًا وبحرًا وجوًا.