القضاء العرفي في الباديه

[align=right]الجزء الأول
القضاء بين الماضي والحاضر


الأهداف:
1-أن يتعرف المشتركون على أنواع القضاة العرفييّّن في البادية حسب اختصاصاتهم.
2-أن يتعرف المشتركون على مراحل سير القضية في القضاء العرفي.
3-أن يتعرف المشتركون على التراث البدوي من خلال مصطلحات في القضاء العرفي.
4-أن يتعرف المشتركون على أنواع المحاكم في البلاد
5-أن يعرف المشتركون أمثالاً من التراث البدوي وان يشيروا الى معنى هذه الامثال.
6- تعزيز وعي المشتركين على قيم انسانية من خلال الامثال.

مواد مساعدة:
1-مقال عن القضاء العرفي في البادية.
2-مقدمة في موضوع القضاء وقصص شعبية في القضاء- من كنوز الأجداد- محمد الحمامدة.
3-مجموعة أمثال من التراث البدوي – صالح الزيادنة.
4-فيلم لمدة 15 دقيقة في موضوع القضاء العرفي(البشعة) من إعداد طلاب الالتزام الذاتي في مدرسة حورة.(نسخة عن الفيلم يمكن الحصول عليها في مركز الإرشاد –بئر السبع)
5-أنواع المحاكم في البلاد





القضاء العرفي بالباديه
يختلف نوع واسم القاضي في القضاء العرفي حسب نوع القضية والجرم الذي ارتكب. ولكن في جميع الحالات يكون القاضي من بين البارزين من أبناء قومه والمشهود لهم بالكفاءة والخبرة ورجاحة العقل والنزاهة والحيدة. وقد اشتهرت أسماء معينه من القضاء بين البدو لأنواع معينة من الجرائم والنزاعات. وهناك عدة أنواع من القضاة العرفيين كل حسب اختصاصه، وهم:
1. رجال الصلح
في حالة حدوث أي نزاع أو خلاف بين شخصين أو عائلتين أو قبيلتين، يتدخل كبار العرب أو "رجال الصلح" كما يسمونهم الذين ترفع إليهم المظالم المهمة التي لا يمكن إنهاؤها إلا بالصلح لعدم توافر الشهود أو لجسامة ما ينجم عنها من أخطار، كقضايا القتل والسلب والتعدي على العرض والمال. وهؤلاء يتم انتخابهم عادة من بين المشايخ أو كبار القوم ممن بيدهم مقاليد الأمور.
2.المنشد (المناشد)
وهم المختصون بالنظر في قضايا العرض والشرف. كالزنا وهروب الفتيات مع الشبان من قبائل أخرى أو أي خلاف من شانه خدش العرض أو الشرف، كالاعتداء على المنازل، وقطع الوجه والإهانة الشخصية. ويعرف هذا النوع من القضايا أيضا باسم "المسعودي" نسبه إلى قبيلة "المساعيد".3.

3-القصاص
وهو قاضي العقوبات، أو قاضي الجروح (والجروح قصاص). ويختص بالنظر في قضايا "الدم" عموما، كالقتل، والجروح.
ولهذا النوع من القضايا المهمة قضاة متخصصون ومعروفون بالاسم، وأشهرهم من قبيلة "بلي" و "والحويطات"و"بني عطيه"في الشمال، وفي الوسط، وقبيلة "القرار شه" في المزينة في الجنوب.وقد سمي هذا القاضي "بالقصاص" ، لأنه يقص الجروح. أي يقيسها، وهو غي "قصاص الأثر" المشهور بخبرته في معرفة وتتبع آثار الأقدام للإنسان والحيوان.
ويقضي القاضي عادة لأهل القتيل "بالدية" (دية مسلمه إلى أهله). ويصدر الحكم بالدية منطوقا بعدد من الجمال يترجم فيما بعد إلى مبالغ نقدية. ودية الرجل أقل من دية المرأة حيث أن دية المرأة ضعف دية الرجل.
أما في حالات الجروح، فهي حسب الشريعة الإسلامية أيضا (الجروح قصاص) أي أن قاضي الدم يقص الجروح. أي "يقيسها"، ثم يحكم بالغرامة على الجاني حسب طول الجرح وعرضه ومكانه.
4. العقبي
وقد سمي بالعقبى لان أكثر قضاة هذا النوع من بني عقبة. وهو قاضي الأحوال الشخصية. ويسمى في البادية (قاضي النساء)، وهو يختص بنظر الخلافات بين الزوجين ويحكم في مشاكل الطلاق والمهر، أو هروب زوجة مع رجل أخر من قبيلتها أو من قبيلة أخرى تسمى "شرود". كذلك حالات هجر الزوج لزوجته في الفراش إذا تزوج بأخرى .. الخ.


5. الزيادي
وهو المختص بقضايا المال والسرقات، وكل المشاكل المتعلقة بالإبل.
وقد اشتهرت قبيلة "الترابين" بهذا النوع من القضاة من أهل البادية، وإذا كان لشخص ما حقوق مالية قبل شخص أخر، ولم يرض المدين بالوفاء بما عليه من دين جاز للدائن في هذه الحالة أن يحضر معه خمسة رجال ويتوجه برفقتهم إلى المدين، ويطلق على هذا الوفد اسم "البدوة" ويطلب الدائن حقه من المدين في حضورهم.
فإذا امتنع عن الدفع، أشهدهم على ذلك، كما يشهدهم على رفضه الذهاب إلى القاضي، وعندئذ يعين شاهداً من الوفد. وحينئذ يكون للدائن الحق في مصادرة مال المدين بالطريقة التي تحلو له. وهذا يسمى "بالوثاقة"، أو الرهن السابق الإشارة إليه في العادات والتقاليد.
6. الضريبي
وهو قاضي ا؟لإحالة، أو قاضي الدرجة الثانية الذي يلجأ إليه من سلب ماله، إذا لم ينصفه الزيادي. أو إذا اختلف الخصمان في شأن القاضي الذي يحكم بينهما، فعندئذ يرفعان أمرهما إلى الضريبي الذي يفصل في الدعوى. ويختار الضريبي عادة من قبيلة " الحويطات".
7. المبشع
وهو قاضي الجرائم المنكوره التي لا شهود لها وذلك باختبار المتهم بالبشعة أو الماء أو الرؤيا. أما اختباره بالبشعة فذلك إن المبشع يحمي إناء نحاس كالطاسه (البشعة) على النار ويمسحها بكفه ثلاث مرات ثم يأمر المتهم فيغسل لسانه بالماء ويريه لشاهدين. ثم يتناول الطاسة المحماة من المبشع فيلحسها ثلاث مرات بلسانه ثم يغسله بالماء ويريه للمبشع والشاهدين. فإذا رأوا أثر النار على لسانه حكم المبشع بالدعوى لخصمه. وقالوا في تعليل ذلك أن المتهم إن كان مذنبا جف ريقه واثّرت النار في لسانه.
وأما اختبار الماء فان المبشع يأخذ إبريقا من نحاس، ويجعل الحضور ومعهم المتهم في حلقه. ثم يشرع في التعزيم على الإناء. قالوا فيتحرك الإناء من نفسه! فان كان المتهم مذنبا وقف الإناء عنده وإن كان بريئا وقف عند المبشع!.
وأما اختباره بالرؤيا فهو أن البشع يفكر في المتهم ثم ينام فيظهر له الجاني في الحلم وعندما يصحو يحكم عليه.
وليس في الجزيرة كلها إلا مبشع واحد من قبيلة العيايدة.

8.أاهل الخبرة (الخبراء)
وهؤلاء يعتبرهم العرب في حكم القضاة. حيث اكتسبوا خبرات في مسائل معينة، وتكون أحكامهم نافذة ويستند إليها القضاة الآخرون، وهم:
أ‌.أهل القطاعات
وهم خبراء في الزراعة والأراضي الزراعية، ويحكمون في القضايا المتعلقة بهذه المسائل.
ب‌.المسوق
وهو خبير الإبل. وتسلم على يديه غرامات الإبل.
ج. قصاص الأثر:
وهو خبير الأثر أو ( الخبرة) كما يطلقون عليها في البادية. ويكون من قبيلة المزينة أو القرارشة في الجنوب والحويطات في الوسط، و"بلى" في الشمال.
د. المشايخ
ويطلقون عليهم "لحاسة الأختام" وهم المشايخ المعينون من قبل الحكومة، ويباشرون القضايا التي تتعلق باجور الجمال وحقوق القبائل فيه.
هـ. الحسباء (نقالة العلوم)
وهم أهل الخبرة في المسائل التي تتعلق بتقاليد العرب والعهود والمواثيق.
و. أهل العرائش
وهم خبراء وقضاة النخيل، وكل ما يدور حوله من خلافات. ويكون للمعتدي عليه الحق في اللجوء إلى ثلاثة قضاة يسمونهم "أهل العرائش" وغالبا ما يكونون من قبيلة "المساعيد" بشمال سيناء.

درجات التقاضي
هناك ثلاث درجات للتقاضي في كل نوع من أنواع القضايا، وبالتالي فهناك ثلاث قضاة، عدا "المبشع"،فهو قاض واحد ودرجة واحدة.
فإذا بدأت خصومة أو نزاع بين الطرفين،اتفقا على تسمية ثلاث قضاة، ثم يحذف كل طرف من طرفي الخصومة قاضيا ويبقى الثالث، الذي يصبح هو قاضي النزاع، فإذا رضي الطرفان بحكمه أصبح الحكم نهائيا وملزما للطرفين وينتهي الموضوع عند هذا الحد.
أما إذا لم يرض الطرفان بالحكم أو لم يقبل به أحدهما، ذهبا إلى أحد القاضيين المحذوفين ليحكم بينهما. فإذا جاء حكمه مطابقا لحكم القاضي الأول، ورفضه الطرفان أو أحدهما، لجأ إلى القاضي الثالث والأخير الذي سبق تسميته، ويكون حكمه نهائيا وملزما للطرفين إذ لابد أن يكون حكمه مؤيدا لحكم احد القاضيين السابقين. وهذا التدرج في القضاء العرفي يشبه التدرج في القضاء المعمول به في المحاكم (ابتدائي، واستئناف، ونقض).

إجراءات التقاضي (سير القضية)
1. الكفيل
بعد اختيار قاضي الدرجة الأولى بالأسلوب السابق الإشارة إليه يقوم المدعي عليه بتعيين "كفيل وفاء"،أي كفيل عنه يكون مسئولا عن الوفاء بالحق الذي يحكم به القاضي. كما يعين المدعي "كفيل وفاء" يضمن الدفاع عنه أمام المدعي عليه أثناء نظر القضية.
ويشترط بطبيعة الحال في "كفيل الوفاء" أو "الضامن" أن يكون مشهودا له بين العرب بالصدق والوفاء والأمانة.

2. رسوم الدعوى (الرزقة)
جرت العادة أن يقوم طرفا النزاع بدفع مبلغ متساوٍ إلى القاضي المختار كرسم للدعوى، وتعرف عند البدو "بالرزقة" وتخصص لإنفاق منها على الطعام والمشروبات أثناء نظر الدعوى. إلا أن بعض القضاة من الأعيان يقومون بإعداد الطعام على نفقتهم دون اخذ الرزقة. ويسترد المحكوم لصالح "الرزقة" التي دفعها بعد إنتهاء نظر القضية.
3. الشهود
يكفي شاهد واحد في القضاء العرفي لإثبات الدعوى، ويكون الشاهد رجلا أو امرأة أو شابا في سن الرشد، بشرط أن يكون الشاهد متمتعا بسمعة طيبة ولم يأت منكرا من قبل كالزنا أو الفرار من القتال.. الخ. وتقبل شهادة اللص مع اللص في بعض الحالات..!. وهناك أجرة "ثمن" للشهادة يقوم بدفعها طالب الشهادة ويستلمها الشاهد قبل تأدية الشهادة، تعرف لدى البدو "بالأكال".
4. جلسة الحكم
يحضر طرفا ألخصومة وأقاربهما إلى ديوان القاضي المتفق عليه (المجلس) في الزمان والمكان المحددين، حيث يجلسون على شكل دائرة كبيرة يتوسطها موقد النار الذي تعد عليه القهوة العربية والشاي. ويستقبل القاضي الرجال مرحبا بهم ويقوم بإعداد طعامهم سواء للغداء أو العشاء حسب الوقت المحدد.
وعلى الرغم من أن جلسة المحكمة العرفية تتم في العراء وبدون حراسة أو جنود أو حاجب للمحكمة أو "قفص اتهم"، إلا إن هيبتها ربما فاقت هيبة جلسات المحكمة العادية. وسر هذه الهيبة يرجه إلى الالتزام القبلي لأحكام هذه المحاكم.

يطلب القاضي إلى كل طرف سرد ادعائه ضد الطرف الأخر، وأن يؤيد ادعاءه بالأدلة والبراهين. ويسمى هذا السرد "الحجة" وبعد أن ينتهي كل طرف من سرد ادعائه في مواجهة الطرف الأخر، يقوم القاضي بنفسه بإعادة ما سمعه من حجة كل طرف، تماما كما سمعها من كل منهما، وكأنه جهاز تسجيل، لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ذكرها.
فإذا أقر الطرفان الحكم حسم النزاع. وإذا لم يرض طرفا الخصومة أو أحدهما بالحكم، لجأوا إلى القاضي الثاني. فإذا جاء حكمه مؤيدا لحكم القاضي الأول فلا ترفع الدعوى إلى القاضي الثالث وينفذ الحكم الصادر. أما إذا جاء حكم القاضي الثاني مخالفاً لحكم القاضي الأول، يتم اللجوء إلى القاضي الثالث الذي يصبح حكمه نهائيا وملزما بالتنفيذ.
5. حلف اليمين عند الشهادة:
لابد للشاهد أن يحلف اليمين قبل تأدية الشهادة، حيث يقف الشاهد في وسط دائرة مرسومة على الأرض ووجهه في اتجاه الكعبة ويحلف بست كلمات أولها الله وأخرها الله، ثم ينطق بالشهادة.
وهناك أسلوب أخر لتأدية الشهادة ويسمى "اليمين بالرأس" عندما يطلب المدَّعي من المدَّعَى عليه أن يقول الحق،حيث يضع يده فوق رأسه ويحلف بثلاث كلمات أولها الله وأخرها الله، ثم يسأله أن يقول الحق.
أو أن يضع المدعي يده في حزام المدَّعى عليه ويحلف بثلاث كلمات أولها الله وأخرها الله، ثم يسأله أن يقول الحق. ويسمى هذا الحلف "الحلف بالحزام".
6. التفويل (رد دعوى القاضي)
إذا كان أحد الخصوم قاصرا، فلوليه الحق في رفض الحكم وطلب إعادة نظر الدعوى، ويعرف ذلك عند أهل البادية "بالتفويل".
7. الفلج (نقض الحكم)
إذا اتفق خصمان على موعد للذهاب إلى القاضي، وغاب أحدهما يحق عندئذ نقض الحكم. ويجوز للقاضي في هذه الحالة الحكم غيابا. ما لم يتبين بعد ذلك أنه غاب لعذر شرعي.
8.المبدأ العام لإثبات التهمة وإصدار الحكم
المبدأ العام المعرف في الشريعة الإسلامية: "إن البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر" ونفس هذا المبدأ يطبقه قضاة البادية العرفييون للوصول إلى الكم. ويقولون بلغتهم البدوية إن "البينة لها البيان، والخفية لها الأديان" أي أن، من يدعي بشيء ظاهر فعليه يقع عبئ الإثبات بالأدلة والبراهين ومنها شهادة الشهود، والعكس إذا ادعى أحد بشيء خفي فعليه يقع عبء حلف اليمين للوصول إلى الحقيقة.
9. الاحكام في القضاء العرفي
جميع الأحكام في القضايا العرفية تكون بالغرامة المالية. فليس عند البدو حكم بالقتل أو الضرب أو الحبس، سواء القضايا الجنائية أو المالية أو أي نوع أخر، ويعتبر هذا هو الخلل الوحيد والكبير في شريعتهم.
10. تأثير "القلد" في القضايا العرفية
القبائل التي يربطها "القلد" لا ترفع خصومتها إلى الزيادي مباشرة. بل ترفعها إلى "الحسيب". الذي يرد له الإبل مضافا إليها غرامة على كل جمل.
11. تأثير "الحلف" في القضايا العرفية
أما القبائل التي يربطها "حلف" فترفع خصومتها إلى "الزيادي" بعد رفعها إلى "الحسيب" أولا.
12. جرائم القتل
إذا ارتكب حادث قتل في البادية، سعى أهل القتيل الأقربون: والده أو جده أو شقيقه وأقربه حتى الدرجة الخامسة، في طلب الثار. فإذا فازوا بثأرهم وقتلوا القاتل، أو أحد أهله المقربين. انتهى الأمر.
أما إذا لجا القاتل وأهله إلى قبيلة أخرى قبل تنفيذ الثأر فعقدت جلسة للصلح والتراضي وتسمى "الجيرة". ويمتنع أهل القتيل ابتداء من ذلك الوقت عن المطالبة بالثأر. وعندئذ تدفع "الدية".




روابط القبائل عند البدو

الأحلاف والقلائد
كل قبيلة من القبائل البدوية مرتبطة ب "حلف" أو "قلد" مع سائر القبائل الاخرى و" الحلف" هو معاهدة دفاعية وهجومية.
اما " القلد" فهو معاهدة سلمية لمنع الحرب أو الغزو وحفظ السلام بين القبائل. ولكل قبيلة شخص يطلق عليه "حسيب" لحفظ عهودها مع القبائل الأخرى ويعرف ب"العقيد" او "نقال الاقلاد" او "نقال العلوم".
وعند عقد "حلف"او "قلد" بين قبيلة وأخرى يجتمع "حسيبا" القبيلتين و كبارهما في بيت طرف ثالث، ويضع حسيب القبيلة الاولى يده في يد حسيب القبيلة الثانية، ويقسم كل منهما قسم الحلف أو القلد.
حفظ الأنساب عند البدو
يتفاخر البدو شأنهم في ذلك شأن سائر العرب، بأنسابهم، ويبالغون في استقصائها حتى يردوها إلى الآباء الأولين.
فإن علم النسب في قبائل العرب من العلوم الشهيرة التي لها منزلة، رفيعة وقدر كبير من الأهمية بالنسبة لباقي العلوم. وقد كان سيدنا أبو بكر الصديق،- رضي الله عنه-، من علماء الأنساب.
وقد كان نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، يتفاخر بنسبه الشريف.
فيقول - صلى الله عليه وسلّم-: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم".
كما قال أيضاً عن نفسه - صلوات الله وسلامه عليه- " انا سيد ولد آدم ولا فخر" .
ويتسلسل النسب عند البدو كالاتي:
الشُعوب، والقبائل، والعمارة، والبطون، والافخاد، والفصيلة(العشيرة)، والعائلة .
قال تعالى:
{ يا أيُّها الناسُ إنا خلقناكمْ من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكمْ شعُوباً وقبائلَ لِتَعَارفُوا إنَّ أكرمكُمْ عندَ اللهِ أَتْقَاكُم ْ إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبيرٌ }.
العَطْوة (الهدنة):
إذا نشب نزاع مسلح بين القبائل واستمر لفترة طويلة. يمكن أن يطلب أحد الفريقين "هدنة" من القتال، ويطلقون عليها "العَطْوة" وتتراوح مدتها بين ثلاثة أيام إلى سنة وشهرين. ويتم عقد اتفاق هذه الهدنة بحضور مشايخ القبائل المتنازعة والقبائل الاخرى والقضاة. ويمكن أن يعود الفريقان إلى القتال مرة أخرى بعد إنتهاء العَطْوة. ولكن إذا حدث أن نقض أحد الفريقين الاتفاق أثناء الهدنة وشن عدواناً على الآخر، اقتص منه القضاء ضعفين.
وإذا أرادت القبيلتان الصلح، اجتمع "حسيبهما" ومشايخ القبائل وكبارها، وتم دفع التعويضات الناجمة عن القتال.
الأخوة أو "الطلوع":
إذا ضعفت قبيلة من القبائل، كبيرة كانت أم صغيرة، بعد حرب أو نزاع مع قبيلة أخرى، فيمكنها أن تنضم إلى قبيلة أخرى "بالأخوة" للمحافظة على كيانها.
وحينئذ يجتمع شيخ القبيلة اللاجئة مع شيخ القبيلة التي لجأ إليها في مجلس خاص. ويقول له: "ولاء الأخوة" ونصه: "أنا طالع معك، وأخوك من كتاب الله العزيز. دمي يسد عن دمك، ورجالي تسد عن رجالك، ومالي يسد عن مالك، وابني يسد محل ابنك، وبنتي تسد محل بنتك، أطرد مطرودك، واشرد مشرودك، في الخير إخوان ، وعلى الشر أعوان، عهد الله بيننا، والقلب صافٍ. هل قبلتني؟"
فيقول له شيخ القبيلة الأخرى: " قبلتك على الرحب والسعه". عندئذ تصبح القبيلتان وكأنهما قبيلة واحدة،وحروبهما واحدة، وقولهما واحد، ورأيهما واحد، وشيخهم واحد. ويعرف ذلك عندهم "بالطلوع". وفي بعض الأحيان يحدث "طلوع" في داخل القبيلة الواحدة.
الطنَب (طلب الجوار):
في حالة حدوث نزاع بين شيخ القبيلة وجماعة من رجاله نتيجة خلاف في الرأي أو المشورة، فخرجوا عن الولاء له وكان لديهم القدرة على مقاومته، فإنهم يقاومونه وإلا "طنبو" على شيخ قبيلة أخرى أي (لجأوا إليه) ونصبوا خيامهم بجوار خيامه، وطلبوا أن ينصفهم ويأخذ لهم حقهم من شيخهم. وفي اغلب الأحيان يرحب بهم شيخ القبيلة الأخرى’ ويقبل إقامتهم بجواره، ويذبح لهم الذبائح،ثم يرافقهم إلى شيخ قبيلتهم ويوفق بينهم ويعرف ذلك عندهم "بالطنب" أو "طلب الجوار" أو "الحماية" ويسمى المستجير "طنيب".
الوثاقة (الرهائن):
هي عادة قديمة عند أهل البادية، وهي بالنسبة لهم شريعة وقانون. وهي أن يقوم شخص بالاستيلاء على إبل شخص آخر كرهن(أو من ابل قبيلته). في مقابل الحصول على حقه من هذا الشخص الذي يماطله في السداد.وذلك بعد أن يشهد عليه.
وإذا كان الخصم من قبيلته، أشهد عليه بذلك أربع مرات متتالية في أربع جلسات قبل أن يشرع في أخذ "الوثاقة".
وشروط صحة الوثاقة أن توضع الإبل في بيت رجل معروف، ويقول له: إني أضع هذه الوثاقة عندك حتى يفصل في الموضوع.

الرجم (النصب التذكاري):
الرجم عبارة عن حجر كبير أبيض اللون أو مجموعة من الحجارة البيضاء توضع بالقرب من مصدر ماء أو درب شهير حتى يراه كل الناس. وذلك في الحالات التالية:
•اعترافا بجميل شخص لشخص آخر.
•رد شرف لشخص ما إذا عاب فيه شخص آخر أو اعتدى عليه، وحكم عليه بالرجم.
•تخليداً لأثر أو ذكرى معينة أو واقعة مهمة تستحق الذكر.
فيوضع الرجم مكانها تخليدا لذكراها، وهي بمثابة النصب التذكاري.وعادة "الرجم" أو "النصب المرجوم" في البادية تخليداً لذكرى الحوادث الخطيرة والمهمة. وهي عادة قديمة جداً ومن أجمل عادات البدو.خصوصاً وأن ليس عندهم كتب يدونون بها أخبارهم.



التبيض والتسويد:
التبيض هو رفع راية بيضاء على مصدر ماء شهير او بالقرب منه او على درب من الدروب اعترافاً بجميل شخص معين فهو كالرجم. والفرق أنه من القماش.
أما التسويد فهو عكس التبيض فهو رفع راية سوداء على مصدر ماء شهير أو بالقرب منه أو على درب معروف تشهيراً بشخص ما، لارتكابه عملاً قبيحاً، أو تقصيره في الوفاء بدين. فإذا كفل رجل آخر في سداد دين لشخص ثالث ولم يف بكفالته نشر المكفول له عباءته السوداء على الملأ، وقال: هذه راية فلان، وقد نكث بعهده ، وقصر في كفالته.
رمي الوجه:
هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو خصومة بين شخص وآخر أو بين قبيلة وأخرى. فإذا هبّ رجلان أو قبيلتان للقتال وقال أحد الحضور "رميت وجهي أو وجه فلان، بينكما" كف الفريقان عن القتال فوراً، لأن للوجه حرمة كبيرة عند البدو، فإذا استمر الفريقان أو الشخصان في القتال بعد "رمي الوجه" قال صاحب الوجه "فلان قطع وجهي" ودعاه إلى "المنشد" (القاضي). فإذا رفض أشهد عليه أربعة شهود، وشرع في أخذ "الوثاقة" من إبله حتى يقبل الذهاب إلى "المنشد". ولا بد للمنشد في هذه الحالة من فرض عقوبة على "قاطع الوجه".
الجاهة:
في بعض الأحيان يحكم القاضي العرفي بمبالغ كبيرة جداً في قضايا القتل أو العرض أو أي قضية أخرى مثل "قطع الوجه" . رمي الوجه...الخ. وقد يصل المبلغ المحكوم به لصالح الشخص الآخر.وعادة لا يستطيع المحكوم عليه تحمل كل هذه المبالغ. عندئذ تتحمل القبيلة كلها المبلغ بحيث يدفع كل فرد ذكر بالغ، نصيباً في الغرم.
أما إذا استكثرت القبيلة المبلغ، أو لم يستطع أفرادها سداده، حينئذ يقوم زعماؤهم باصطحاب بعض زعماء القبائل الأخرى من غير أطراف النزاع، ويتوجهوا جميعاً إلى المقضي لصالحه طالبين منه تخفيض المبلغ، وهذا الوفد يسمى "وفد الجاهة".
وأحياناً ما يصطحب المحكوم عليه نساءه وأولاده ، ويأخذ معه ذبيحة ودقيقاً، ويسترحمه طالباً تنازله عن الغرامة كلها أو جزء منها، ويعرف ذلك عند العرب "الجاهة".


المصدر: http://www.sawtakonline.com/forum/sh...ad.php?t=14103[/align]

شكرا اخي عبد الله على هذا الموضوع الشامل الكامل و الذي يلقي الضوء على موضوع القضاء العرفي و امور البادية قديما
لك تحياتي

[align=center]معلومات جميله للكن اندثر القضاء العرفي هذه الايام

ولاتجد الا قلة قليله باقية عليه هنا في السعوديه

ولكن في دول الجوار مازال القضاء العرفي قائم

تحياتي لك ياعبدالله[/align]

اخوي

الآتي


الف شكر على مروركـ





تحيتي

أخوي


العميري


مشكور على مروركـ،

ولايزال البعض يعمل بهِ في القضايا البسيطه،

لاسيما أننا ولله الحمد ننعم بأمن ونظام صريح حل محل هذهِ المصطلحات،


تحيتي

معلومات جميله عن القضاء العرفي
شكرا المستشار

الاخ عبدالله الموسي

موضوعك يخص القضاء العرفي بسيناء ويتشابه لدينا
وفيه اخطاء

ان المنشد وهو قاضي العيوب من سخرية وهمز ولمز باللسان فقط ولا يقضي في قضايا العرض الا العقبي
والمنشد لدينا يعني بيت الملم الذي يقوم منه المتخاصمون لشد العلم في عرض الكفيل وليس المسعودي
واليك اثراء الموضوع بمقال منقول

التكوينات القبلية

القيادات القبلية والعشائرية

لكل مجتمع نمط ونظام في تشكيل قياداته وهذا ما يظهر في تحديد قيادات القبائل التي تجري بطريقة الوراثة وغالبا ما يكون احد ابنا الشيخ شيخا بالتزكيه من المقربين او الاخ او ابناء الاخوه إن لم يكن له ابناء ذكورالا فيما ندر وهي كما يلي :-

1- شيخ القبيلة :- وهو شيخ المشايخ التي تتفرع من عشائر وافخاذ ويجب ان يكون من اصحاب النفوذ والدراية والحنكة
2- شيخ العشيرة :- هوشيخ العشيرة ومايتبعها من تفرعات من الافخاذ والخمسات وله مواصفات شيخ القبيلة من نفوذ ودراية وحنكة
3- وجيه الفخذ :- هو وجه الفخذ ومايتبعها من خمسات وله ميزات ملموسة بالمعرفة والاحاطة بالامور.


قيادات ألقضاء ألعشائري


في غياب القانون والمحاكم النظامية كان لابد من وجود بدائل لحل الخلاف وجاءت الاجتهادات بحتمية وجود قضاه يكون اختيارهم بعنايه ويتم تصنيفهم بتخصصات بعد الخضوع لتجارب وامتحانات من شيوخ وعراف القبائل والعشائر وهم كالاتي :-
1- منقع الدم :- هوالقاضي الاول يختص في قضايا القتل والدم ولايصل اليها الا ان يجتاز مراحل من القضاء والاختبار من اصحاب المعرفة في مجال القضاء .
2- العقبي :- هوالقاضي الثاني ويختص في قضايا العرض والشرف .
3-المنشد :- هو القاضي الثالث ويختص في قضايا القدح والذم والتحقير والمساس بإعراض وشرف الغير باللسان والقذف .
4- القصاص :- وهو قاضي قص الاصابة بالجرح البليغ والاصابة والضرب ويمكن لمنقع الدم ان يكون كذالك .-
5-الاقطاعي :- وهوقاضي يفصل في قضايا الاراضي .
6- التاجر :- وهو قاضي البيع والشراء والتجارة عامه .
7- القاضي :- وهو مايختص في اغلب القضايا لكنه لايستطيع ان يكون منقع دم او عقبي الا في حالات التوافق الخاصة .
8- القرش :- وهو قاضي تحديد من يحتج اولا ويعني من الطالب والمطلوب وباختصار لتحديد نقطة قانونيه في العرف العشائري .
9- المناهي :- وهم قضاة التحكيم بعد رفض فرض الحق الاول والثاني ويعتبر مشابها للتمييز وهم عبارة عن لجنة اقلها ثلاثة قضاة ولايجوز الطعن في قراراتها. عند وقوع اي قضية يخط ثلاثة من ذوي الاختصاص بها ومن نفس الفئة ويتم الاحتكام لاحدهم وهذا مثال القول ( ثلاثة من خشم تسعة ) .

قيادات ألقتال و المحاربين

الخلاف والحاجة والانتقام والشعوربالعظمه جميعها تؤدي الى استعمال القوة والاقتتال فبالتالي لابد من وجود محاربين وقيادات حربيه وخبراء فنيون ولايتم اختيارهم عشوائيا فلابد من وجود مواصفات تبرز القادرين على القيادة والخبراء المهرة وهم


عقيد العقداء


وهو عقيد اكبر عشيرة في القبيلة ولدية اكبر عدد من المحاربين او المقاتلين يتحلى بالشجاعة والبنية القوية ويستطيع تحمل الصبر في تكبد المصاعب وهو يجيد كافة فنون القتال ووضع الخطط الدفاعية والهجومية ولديه افضل الجياد او الهجن والسلاح.


العقيد

هو عقيد العشيرة ولديه عدد من المقاتلين ويتصف بما يتصف به عقيد العقداء من شجاعة وفروسية وصبر وقوة وخبرة ودراية بفنون القتال هجوما ودفاعا ومعرفة بشؤون القبائل المجاورة والبعيدة واماكن تواجدها والقدرة على الحصول على السلاح ومعرفة مصادره وسياسة الخيل والهجن وتدريب المحاربين على مهارات القتال .

الدليل

هو مساعد العقيد فنيا وهو العارف بمساكن وتواجد القبائل والمسالك والطرق وموارد المياه والينابيع ووسم القبائل والعشائر ويستفاد من الدليل اثناء الغزو ليحدد الاتجاهات على النجوم ليلاً ومعرفة الطرق والاشارات الثابتة نهاراً وكأنه يحمل بوصلة وخارطة ويعرف المسافات بتقديرات صحيحة لمسير الخيل والهجن ويعرف المنافذ المختصرة
ا
لسايس ه

هوا سايس العشيرة لمعرفة سلالات الخيل ومرابطها والهجن واصولها وفصائلها ومعرفة اعمارها ، من الشكل والوبر والخف والاسنان والزور والانف والاذان والنواصي.وقد لا يكون في بعض العشائر اي سايس لكن اغلب ابناء الباديه لديهم الخبرة في هذا المجا ل


وشكرا لك

أخوي الجذامي شكراً على إيضافتك يالغالي،

ولاتفكر أني بهمش دور العقبي بالقضاء العرفي، لا و الله العقبي أن قصرت معاه الكتب وأقلامنا تشهد له فطاحل الرجاجيل، مقطع حق ولابهم قصور من آوائل العصور،ولاهي معلومه جديده ،

والموضوع ذا منقول ويتكلم عن أهل الباديه عامه لايخصنا نحن فقط، وانت تعرف أن الشبكه العنكبوتيه خلطت الحابل بالنابل، والعلم الوكاد بروس الرجاجيل شرواكــ،

تحيتي لشخصك الكريم

الاخ عبدالله الموسى شرواك الطيب

وشكرا لشهادتك الثقيلة على قلوبنا
وانا لم أشكك في الموضوع
بل حبيت أوضح للقراء فقط
ولإثراء الموضوع فقط

اخى الجذامى


تسلم اخى على هذا الموضوع القيم والحقيقة ان اسعدنى النقل ذوالفائدة الكبيره لكوننا نحتاج تلك اللاطلاع والفائده وكم يسعدنى مثل تلك المواضيع نجدها فى منتدى العز والفخر

وتقبل تحياتى

شكــــــــــــــــــــــــــراً

عبد الله الموسي

موضوع في غاية الروعه

وشكـــــــــــــــــــــــراً

الجذامي

للأضافه والتوضيح

تقبلوا تحياتي

اخى عبدالله


بارك الله فيك اخى الحقيقة انت دائمن تطرح لنا مواضيع دائمن بحاجة لها ولقد اسعدنى تواجدك انت والجذامى بتوضيح لنا القضاء العرفى مفصلا

اشكرك اخى وتقبل تحياتى

الأخوان الكرام

الجذامي

الراشدي


ابو هيثم

أسعدني مروركــم وتعقيبكم

وفقكم الله

تحياتي