الفولاذ الطالباني في مواجهة الخنجر الأميركي

الفولاذ الطالباني في مواجهة الخنجر الأميركي
أحمد موفق زيدان (المصريون)


العملية العسكرية التي أطلقت عليها واشنطن " الخنجر" لخلع مقاتلي طالبان عن ولاية هلمند الجنوبية تعد الأضخم من نوعها منذ الغزو الأميركي ـ البريطاني لأفغانستان، والأضخم أيضا منذ تولي باراك أوباما الرئاسة، عملية تفضح تماما كل من طبل وزمر لعهد أميركي جديد في زمن أوباما،غير أن الرد الطالباني لم يتأخر هذه المرة فقد جاء الرد الطالباني بإطلاق عملية الفولاذ الطالبانية على الخنجر الأميركي ...

كالعادة تقدمت القوات الأميركية في الولاية مع انسحاب مقاتلي طالبان، وسعت القوات الأميركية اللاهثة وراء نجاح ما في أفغانستان سعت إلى التأكيد على وجود معارك شرسة وقوية تخوضها مع مسلحي طالبان، ربما لتبرير خسائرها، في حين أعلنت طالبان منذ الساعة الأولى أنها قررت الانسحاب وبدء شن حرب عصابات حقيقية ضد القوات الأميركية، فكان لها ذلك حيث فقدت القوات الأميركية بحسب اعترافاتها وفي يوم واحد سبعة جنود أميركيين وهي الخسارة الأضخم من نوعها التي تُمنى بها القوات الأميركية منذ عام تقريبا..

مقاتلو طالبان ردوا على عملية الخنجر في مناطق أفغانية أخرى لإشغال القوات الأميركية والدولية، ففي قندوز شمالي أفغانستان حيث كانت من المناطق التي تعدها القوات الغربية آمنة لها، لكونها بعيدة عن نفوذ البشتون لغلبة العرق الطاجيكي عليها، فقد انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن مصرع أربعة جنود أميركيين، وفي بكتيكا فجر انتحاري كان يقود سيارة وتحمل ثمانية أطنان من المتفجرات على أبواب قاعدة عسكرية أميركية أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى، كل ذلك مع تأكيد التقارير عن قيادة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر للعمليات العسكرية وقيادة الحركة بشكل عام السياسية والتنظيمية بشكل يومي ..

الاتفاق الأميركي ـ الروسي بسماح روسيا للقوات الأميركية باستخدام أراضيها لنقل المعدات والجنود من أراضيها وأراضي وسط آسيا إلى داخل الأراضي الأفغانية يؤشر على مدى التخبط الأميركي في أفغانستان، وسيدلل على أن النصر القادم لطالبان سيكون خالصا لا شبهة فيه من دعم روسي أو صيني ، سيما مع التصعيد الحاصل في تركستان الشرقية الصينية واحتمالية تحرك الحركة الإسلامية التركستانية الشرقية المتحالفة مع طالبان في داخل الاقليم ، كل ذلك يشي بإمكانية توسعة رقعة المعركة لكن من المنظار الطالباني هذه المرة...

الظاهر أن معركة كبرى ربما ستبدأ في المستقبل فمئات من مسلحي الأوزبك قد عادوا إلى مناطقهم بحسب الإيكونوميست وربما لقطع طرق الإمداد الأميركية عبر روسيا وآسيا الوسطى عن أفغانستان سيما مع حصول تفجيرات انتحارية قبل أيام في منطقة أنديجان الواقعة على الطريق الذي ستسلكه القوات الأميركية إلى أفغانستان... يبدو أن أفغانستان المعروفة تاريخيا بأرض اللعبة الكبرى ستتحول إلى أرض المقبرة العظمى، لنتذكر ما قاله أحد قادة المقاومة الأفغانية ماضيا وحاضرا قلب الدين حكمتيار :" أميركا ستكون الإمبراطورية الرابعة التي تبتلعها أفغانستان في تاريخها .."

و رغم كل ما يحدث من أحداث ما زال بعض الأغبياء من قومنا يعتقدون في الجيش الأمريكي يحميهم.

ألم يلاحضوا أن أمريكا تسعى للتعاون مع الروس و إيران من أجل مصلحتها?
ألم يحن الوقت بعد ليستفيق النائمون العرب من سباتهم و غفلتهم ?
الله يهديهم.

اليوم أفغنستان و غدا المغرب العربي و الجزيرة العربية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كلامك جواهر اخي ابو صلاح

تحية لجميع الأعضاء الذين شرفوا الموضوع

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .