عيد غزة

الكاتب: تامر الشريف

في اليوم الأول من عيد الفطر لملمت غزة حاجيتها مبكرا
وانطوت على نفسها دون استئذان من أحد
فلم يعد هناك مجال لان تطيل الانتظار على العتبات وفي الطرقات ....
توارت غزة في ذلك اليوم عن الأنظار سريعا ...
ودخلت تجلس وحيدة تحدث نفسها عن نفسها..
تتحدث عن جرحها الغائر ..
عن حزنها الحاضر..
عن رجالها الذين ضمتهم في بطنها واحتضنتهم بدفئها ..
عن قلبها المكلوم..
عن زفرات آهاتها...
عن حرقة دموعها ...
عن وجع أيامها ...
لم تنتظر طويلا في ذلك اليوم...
ولم تَطُل فرحتها فيه رغم بهجته المكتوبة له على الدوام .. فهو يوم توزع فيه الأفراح..
وتكتسي المدن بحلة بهيجة..
قالت : لا داعي للانتظار....
ولا مكان لحديث آخر ..
لا مكان لسمر الليالي بعد أن غاب الأحبة ...
وتلاشت الأحلام مع نيران الفسفور وقذائف الموت ...
لا أملك سوى تصنّع الفرح حتى يعرفه الأطفال ويدركوا شيئا منه ...
دون أن ينسوا أن هناك من صنع الحزن بيننا وقاتل ليكون جزءً من حياتنا ...
لا داعي لغزة أن تكثر من حديث الليل رغم أن مثيلاتها من المدن لا تعرف النوم في ذلك اليوم ...
تجيد السهر حتى موعد السحور السابق...
وتختلط لياليها بالضحك والغناء واللعب ....
تنسى هموم جارتها التي قتلها الحصار ومزقها الانقسام وأدماها الاحتلال ...
نسيت أن أطفال جارتها لم يشتروا ملابس العيد ...
ولم يتذوقوا حلوى العيد ...
ولم ينشدوا أغاني العيد ...
حفظوا أناشيد الثورة والثوار ....
وترنموا بان عيدهم يوم عودتهم
يوم تحريرهم
عيدهم يبدأ عندما يرتقى الشهيد

ويعود الأسير
أطفال غزة يوم العيد كانوا هناك ...
في زيارات لقبور أصدقاء العيد الماضي...
وتفقد الذكريات....
والحنين لمن كان الفطر يسعد بهم ..
والعيد يطيب لهم ..
والفرح يكون معهم
لم يعد ظهر الأرض يحتملهم ..
ضاق بهم ...
فأودعتهم غزة بطنها بحنان العاشق ..
وحديث العشاق خاص ..
لا يفهمه أحد سواهما....
ضمهم بطنها اليه تاركا...
أحزانا لا تنتهي ...
وأشواقا تزداد مع كل يوم وكل جرح وكل حزن...
تاركا...
حبا يكبر ولا ينسى .
مع غروب شمس الأول من شوال أمست شوارع غزة خالية.. هدأت الحركة عنها ...
وتوقفت المراجيح عن الدوران...
وتجمدت العاب الأطفال البالية والمتهرئة...
واختفت صيحات الأطفال وضحكاتهم...
وهي التي كانت قد أقنعت الكبار بان غزة تعيش اليوم ...
عيد
هم يعلمون أن رمضان قد غادر ...
كما جاء
يعلمون أن التفاصيل لم تختلف كثيرا...
فجيوب الفقراء والعمال لم تمتلئ ...
لا زالت فارغة
وبعض الناس لا زالوا يفترشون الأرض ...
وبعضهم لا زال ينتظر الجديد ...
والجديد رغم العيد ..
بعيد
لملمت غزة حاجيتها مبكرا ...
وتركت الفرح لهم ....
لأولئك
ولم يتبق لها إلا تمتمات مصل ..
وخشوع عابد ..
ودعاء متهجد..
دعا لها في رمضان ...
يومها كانت تعرف السهر جيدا ...
تطيله لانها تريده ...
في المحاريب ..
وتتمنى أن يطول الليل لترى عشاقها مع محبوبهم ...
منهم من يحرس ..
ومنهم من يحرص ..
وجميعهم أحبوها
لا يعرف حقيقة غزة إلا الغزيون...
أهلها
كم سعوا ليداووا جرحها ..
ويعيدوا لها ابتسامتها ...
أرادوا أن يطهروا قلبها من خبث علق فيها منذ سنين
ومضوا يفجرون الحصار بأجسادهم ...
وصلواتهم
وما زالوا ...
جاءت الأعياد تلتها الأعياد ثم أعياد .....
وغزة على حالها
تنتظر أن تحيا عيدا ..
كما تحياه كل المدن
بلا دم
أو نار......
أو
حصار!

غزة الجريحة كاشفة البطولة والجراءة والبطوله

وكاشفة عورات العرب بتقاعسهم المعهود وتحالفهم المنبوذ

وسلامى لحكامنا المعظمين

الشعب الفلسطيني تعودعلى لملمة الجراحات


وتعود على الفرح رغم أنف الإحتلال

وتعود على لملمة الجراح سواءً جراحات الأحداث

الداخلية أو بسبب الإحتلال

نسأل الله ان يفرج عن اخوانا في غزه

جزاك الله خيراً أختي

بنت غزه الجريحة

كل عام وانت بخير

القرعاني

كل عام وانت بخير اختي بنت غزه

وبأذن النصر قريب لأخواننا في فلسطين

واضم لسلامك اخي ياسر سلاما حارا مني لهم .. شكرا لتعليقك اخي الكريم

القرعاني : كلامك سليم .. رغم كل الجروح والالام التى نعانيها من الحصار والاحتلال سنفـــرح

شكرا لك استاذنا على تعليقك الطيب

وحلوة الاحساس وانتى بالف خير حبيبتي .. الله يديم عليكم الافراح ويبعد عنكم كل مكروه واهات

بارك الله فيكم جميعا

غزة معروفة عبر التاريخ أرض البطولات و أهلها أسود لا تخضع و الصهاينة يعرفون ذلك جيدا . لا مكان لهم بغزة و لا سلطان حاولوا ضرب غزة بأيدي عربية ففتعلواالحصار و لكن مازال الشرفاء من مصر و شعبها العظيم يقدمون المساعدات في الخفاء.

الأمر اشتد على اهل غزة صحيح و لكن بعد العسر يسرى.

و الحرية لها ثمن و التاريخ يشهد على هذا .
انكم تسجلوا بطولاتكم بحروف من دماء الشهداء على سجل التاريخ الشريف.

و من واجب الشعوب العربية الضغط على حكوماتهم لكسر الحصار و تدعيم المقاومة بالمال و السلاح نعم بالمال و السلاح حماس و فصائل المقاومة ليست منضمات ارهابية

صبرا اهل غزة النصر قادم لقنتم العالم الحر دروس في التحدي و النضال .

بسم الله الرحمن الرحيم
لك الله يا غزة
أشكرك أختي بنت غزة على طرحك
تقبلي مروري وكل التحية لك
تحية المرابطين أهديك

ودمــــــــــــــــــــت سالمــــــــــة

كل أعياد أولاد الناس لبس جديد ولـعبة
وأحنا بين أولاد الناس تلعب فينا الغربة

قلوبنا معكم ..... نعرف انها لا تكفي و لكنها و الدعاء هي كل ما نملك الان والفرج من عند الله قريب

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك يا اختي الفاضلة ... لك مني أجمل تحية .