سمو امير منطقة تبوك في حديث خاص

الأمير فهد بن سلطان في حديث خاص :
الأحياء العشوائية ستنضوي تحت مظلة مدينة تبوك العصرية قريباً






أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، أن العمل جارٍ على تطوير المناطق العشوائية في ما يسمى بالأحياء الجنوبية في مدينة تبوك، ولن يتوقف العمل على السفلتة وإنارة الشوارع التي تم إنجازها، لتنضوي قريبا تحت مظلة مدينة تبوك العصرية والمتسارعة في النمو.

ووصف سموه المواطن ابن المنطقة بالمواطن الصالح، مؤكدا أن أبناء المنطقة يتفاعلون مع المشاريع التنموية في المنطقة بشكل ممتاز، ومذكرا بضرورة تعامل المواطن بجدية مع مشاريع الدولة، وأن هذه الجدية هي الضمانة الوحيدة لنجاح هذه المشاريع.

وشدد سموه على ضرورة تحري وسائل الإعلام المختلفة للدقة والموضوعية في نقل الأخبار وتجنب الإثارة غير المتعقلة في التعاطي مع الحوادث الفردية وتضخيمها، وضرورة دعم وإبراز جهود الدولة في تنمية البلاد ورفاهية المواطن السعودي والأسرة السعودية الذين يستحقون الأفضل، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بلادنا مستهدفة وهناك من لا يريدون لها أن تنعم بالاستقرار والأمن في مرحلة دقيقة يمر فيها العالم من حولنا بالكثير من الاضطرابات والفتن، ولا بد لنا أن نكون حذرين في التعاطي الإعلامي مع قضايانا وهمومنا بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.

كل هذا وغيره في حديث خص به الأمير فهد بن سلطان «عكـاظ» التي وصفها بأنها قريبة منه، فإلى حديث سموه..

• منطقة تبوك، بوابة المستقبل، ويلاحظ الزائر لها أنها سابقت الزمن وسجلت أنها الأسرع نموا على خارطة التنمية، وسموكم على رأس هرم المسؤولية فيها منذ ربع قرن، كيف تحقق لها ذلك؟



• الشكر لله أولا، وهذا ليس جهدي وحدي، ثم الشكر للجهد الذي يبذله الزملاء كل في مجاله، والدولة -أعزها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده تبذل الكثير لكل المناطق، والجهد الذي يبذله كل الإخوة في الأجهزة الحكومية المختلفة وتعاون المواطن، والمواطن له دور كبير، ولا أريد أن أضرب أمثلة لئلا نقع في المحظور، فالمواطن إذا تعامل بجدية مع مشاريع الدولة أنجحها، وإذا تعامل معها بعدم جدية أفشلها، وهناك مشاريع -وأنت ربما عشت في مدن مختلفة- مع الأسف، لم تكتمل، أو لم تستطع أن تكتمل لأن المواطن لم يتعامل معها بالجدية اللازمة، بل بالعكس ربما أساء لها، وهناك على سبيل المثال مشاريع في مدن أخرى بذل فيها جهد هائل لا من الأمانة، ولا من الإمارة، ولا من الجميع لإيجاد مكان جميل يليق بالناس، والآن تجدها تؤجل وتؤجل.. لماذا؟ لأن هناك من يعوق تقدمها، تصور أن ينشأ ميدان ثم تجد البعض يكسرونه، أو أن يبنى رصيف يعتليه البعض بسياراتهم ويكسرونه، أو أن تجد بعضهم يكتبون على الجدران وعلى الأعمدة، وهذا أمر مزعج، وليس صحيحا أنك كلما أنشأت مشروعا أن تحضر رجال أمن لحمايته، إذا كان هذا هو المبدأ، فصدقني أنه بعد افتتاح المشروع بشهر واحد، تعال وتفرج عليه، ستجده قد أصبح سيئا وقد تراجع إلى الوراء.



أبناء تبوك

• وكيف يرى سموكم تفاعل أبناء منطقة تبوك مع مشاريع الدولة في منطقتهم؟



• الحمد لله، المواطن في منطقة تبوك مواطن صالح، ويعمل بشكل جيد، ويتفاعل مع المشاريع بشكل سريع وبشكل ممتاز، وهذا التواصل ما بين المواطن وبين الجهات التنفيذية أمر يسهل الكثير من الأمور، ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بعمل ما إذا كان المتلقي لهذا العمل ليس متفاعلا مع العمل نفسه ومع من يقوم بهذا العمل، وإن شاء الله أن منطقة تبوك مثلها مثل المناطق الأخرى في المملكة تعيش نهضة كبيرة من التطور والتنظيم للأفضل، وإيجاد الإمكانيات وما يستحقه الإنسان السعودي؛ فالإنسان السعودي والأسرة السعودية تستحق أن تعيش في بيئة صالحة، سواء في سكنها، سواء في تنقلاتها، سواء في تعليمها، أو في صحتها، أو في الخدمات التي تقدم لها، ويجب أن تكون جميعها بمستوى لائق به كإنسان سعودي، وهذا ما يعمل عليه.



دور الإعلام

• وكيف يرى سموكم تعاطي وسائل الإعلام المختلفة مع هذه المشاريع ومع النهضة التي تشهدها المنطقة وتعاطي الأجهزة الحكومية معها؟



• في الحقيقة، أنتم في الإعلام عليكم واجب كبير، فنحن لا نشك أن الإعلام سلطة، وسلطة لها تأثيرها الكبير، ومن المستحسن أن تكون سلطة أيضا لها قوتها ووزنها، ولا بد أن يتجاوب المسؤول في أي جهة حكومية معها، والإعلام من واجبه أن يجعل المسؤول حذرا ولا بد أن يكون عمله دقيقا وشفافا، ولكن نحن في بلد وفي ظروف دقيقة يعيشها العالم من حولنا وفيهم الحاسد، وفيهم الحاقد، ومنهم من يريد الإساءة، ومنهم من هو غريق ويقول: «إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر»، ومنهم من هو غريق ويقول: «إذا غرقت فليغرق العالم من بعدي»، وينظرون إلى المملكة ويقولون: «ليش المملكة فقط هي التي بهذا الوضع؟ ليش ما تكون مثلنا؟»، يريدون أن يحدث عندنا مثلما يحدث عندهم من قلاقل، ومظاهرات، وتكسير، وإضرابات، وتعطيل أعمال، وإرهاب، وشارع يدخل معه ناس، وشارع آخر لا يدخل معه ناس، وشارع ملك لناس، وحي ملك لناس آخرين، وتحزبات، وبذاءات نقدية وأكثر، ويتساءلون دائما: «ليش المملكة ما يكونون مثلنا؟!»، وأتمنى ألا ينجر أحد معهم، بمعنى، أنك تجد أحيانا صحيفة محترمة تنقل المقالات والمواضيع على مستوى كبير من الأهمية ومن التوضيح للمسؤولين عن قضايا معينة، تجدها تضع في صفحتها الأولى صورة ضخمة لحفرة في شارع، وتبدأ التساؤلات: «أين أنتم عن هذه الحفرة؟، ماذا حدث فيها؟ لماذا تستمر في تكسير السيارات؟»، وتجد الذي أرسلها مراسل يمكن أن بيته بجانب هذه الحفرة وله علاقة جيدة مع التحرير، وقال لهم ضعوها في الصفحة الأولى، بينما تجد مشروعا ضخما للدولة مثل مصفاة جازان، في منطقة من مناطق المملكة البعيدة، تنشأ فيها مصفاة كلفت الدولة آلاف الملايين وستعمل نقلة ضخمة لأبناء منطقة جازان جميعهم، تجد أن الصحيفة تنشرها في الصفحات الداخلية!، وهذه مسألة موجعة وخطيرة ولا تصح.

جلد الذات

• ربما يرى بعض الزملاء العاملين في هذه الصحف أن جلد الذات مطلوب أحيانا؟



• صدقني يا محمد، جلد الذات إلى هذه الدرجة المميتة لا يجوز، قبل فترة قصيرة قرأت في الصحف عن مواطن كان ولده يلعب الكرة على الكورنيش وسقط ومات، ونشرت إحدى الصحف على الصفحة الأولى صورة الأب وهو حزين ويتلقى العزاء في وفاة ولده، ومن بعدها نشرت أنه رفع دعوى على البلدية؛ بحجة أنه لو أن الكورنيش الذي كان هو عليه وكان ولده يلعب عليه الكرة لحظة سقوطه، كانت أسلاكه مغطاة لحظة نزول الصاعقة على الكورنيش لما مات ولده، وتجدها تبرز في الصحف! وهذا شيء مخجل.

يا أخي، في العالم أجمع، لدى الصحف جميعها صفحة تسمى بصفحة (الحوادث) أنشر الحادثة فيها، أتذكر أنه في مصر على سبيل المثال، كانت أكثر صفحة مقروءة في الصحف هي صفحة الوفيات، وكان معروفا عن المجتمع المصري أنه كان المواطن المصري عندما يقوم من النوم كان أول شيء يفتحه في الصحيفة هو صفحة الوفيات، ومن ثم يرتدي ملابسه ويخرج ليعزي فلان وفلان وفلان، ولكن نحن مع الأسف الشديد أصبحت صفحة الوفيات في صحفنا هي الصفحة الأولى، وهذا لا يجوز ولا يليق بنا.

وأتمنى يا أخ محمد أن تبلغ الإخوة في مجلس الإدارة والأخ رئيس التحرير والإخوة في الصحف الأخرى أن اعتمادنا على الله سبحانه وتعالى ثم على صحفكم؛ لأن ما ينشر فيها هو للمصلحة، وطبعا نحن نريد أن يكون هناك حس وطني أكثر، وألا نفرح الناس علينا، الأخطاء موجودة، والعثرات موجودة، والنقص موجود، ولكن لا نفرح الناس علينا، مشروع له قيمة كما ذكرت لك مثل مصفاة جازان لو أنه عمل في أي دولة من دول العالم، بغض النظر سواء أكانت من الدول القريبة أم من الدول البعيدة، أحلف لك بالله أن مثل هذا المشروع ستكون له تغطية إعلامية ضخمة، وستحضر القنوات العالمية وصحف من كل العالم لتغطيته وإبرازه، ورئيس الدولة سيحضر تدشينه، وقد يدعون رؤساء دول أخرى لحضور تدشينه، وتقام الاحتفالات بالأيام لمشروع مثل هذا المشروع الذي يعتبر من أهم المشاريع البترولية في العالم، وتجده ينشأ في بلادنا ويمر على الإعلام مرور الكرام للأسف الشديد، «والله هذا حرام ولا يجوز».



الأحياء الجنوبية

• قبل قدومي إلى منطقة تبوك سمعت كثيرا عن الأحياء الجنوبية، وقرأت عن نقص الخدمات فيها، وعن شوارعها الترابية المظلمة، وعن شكاوى سكانها، وعندما زرتها -ميدانيا- وجدت شوارعها مسفلتة ومضاءة، وسكانها يحدوهم الكثير من الامتنان المشوب بالأمل لتحقيق المزيد من التنمية، ماذا يحمل المستقبل لهم؟



• أخ محمد، دعني أزيدك.. الأحياء الجنوبية في مدينة تبوك هي مثل الأحياء التي يصفونها في المناطق الأخرى بالعشوائيات، وهذه الأحياء الجنوبية هي أحياء عشوائية، سكانها من أبناء البادية، جاءوا إليها من كل مكان، وكان كل واحد منهم يأتي إليها ويبني له بيتا من (الأبلكاش) أو من الزنك، وبعدها يطوره ويبنيه، وكانت هذه الأحياء بلا شوارع وبلا إنارة وبلا غيرها من الخدمات، وكانت إذا جاءت عمالة كانت تسكن فيها، ولكن الآن الحمد لله، بدأنا ندخلها تدريجيا ضمن المدينة، وستنضوي تحت مظلة المدينة بإذن الله.



«عكاظ» قريبة مني

• شكرا لسموكم الكريم على تجاوبكم مع صحيفتكم «عكـاظ» وخصها بهذا الحديث؟



• الشكر لكم.. «عكـاظ» صـحيفـة أثيـرة على نفسي وقريبـة منـي.

حوار شيق مع سمو امير منطقتنا و هو من القلب للقلب

حديث كله شفافيه من سموه والحقيقة الجميع يرى منطقة تبوك تشهد نهضة عمرانية وكثافة سكانيه كبيرة مما اضظر التعديل بطرق وما صرح به سموه يدل على حرصه الشديد