حمد بن جازي وموقفه من استقبال نبأ استشهاد ابنه الاكبر "نايل"

بكل صبر ورجولة استقبل الشيخ حمد بن جازي نبأ استشهاد ابنه الأكبر نايل الذي استشهد سنة 1948 م في معركة باب الواد في القدس حيث قدم روحه الطاهرة دفاعا عن مسرى اشرف الرسل بنية خالصة راضية حيث شهد على قبر الشهيد نايل حمد بن جازي العالم الجليل الشيخ الدباغ قائلا : (( اشهد الله انك يا شهيد قبل أن تذهب صافحتني ورفضت أن تطلق يدي حتى أدعو لك بالشهادة وها أنت قد نلتها )) إذ لم يكن استشهاده رحمه الله بطريق الصدفه أو برصاصة طائشة وانما هي عن سبق قصد وتصميم فيما عند الله مخلفا وراءه ما كان ينتظره من مغريات هذه الدنيا من ولد ومال وزعامة حيث انه الابن الأكبر والذي يرث الزعامة عادة عن أبيه , فنتوجه إلى تلك الصورة التي كانت عندما تلقى الشيخ حمد بن جازي نبأ استشهاد ابنه الأكبر فسال عن كيفية استشهاده فقال ان كان قد قتل من الأمام فأحضروه أما إذا كان من الخلف فلا أريد أن أراه... فهكذا جسد حمد بن جازي أسمى صور الصبر والرجولة ليسأل أولا عن كيفية استشهاده لأنه بهذا صوّر استشهاده من الأمام رجولة وإقبال وتصميم على الجهاد والاستشهاد , أما أن تكون من الخلف فتمثلت للشيخ حمد أن فيها صورة الإدبار والخوف والجبن ولكن ما خذل الشبل الأسد أباه فلقد روي انه قد نودي على الشهيد البطل للرجوع عن منطقة الخطر و لكنه لم يستجب وواصل الهجوم والقتال إلى أن حوصروا من قبل العدو الإسرائيلي في مكان لا فكاك منه ((فكان العدو ينادون باسم نايل بن جازي في مكبرات الصوت حتى يحددوا مكانه ناصبين له الكمائن لينالوا منه , لأنه كان شوكة في جنبهم يقض مضاجعهم , يحشد الجموع قائدا لهم في ميادين الجهاد )) فصاح نايل بجماعته يحفزهم إلى الاستشهاد في سبيل الله وهو يقول :
(( الموت طاب يالرجال )) فقام يرمي النار على العدو وهو على وقوف حتى استطاع العدو تحديده فرموه برصاص مخزن رشاش كامل فقد ذكر أنهم وجدوا في صدره 36 طلقه ... أفما بعد هذا رجولة