•• يبدو أنه لا أحد يستطيع أن يكف عن التفكير فيما سيحدث غدا في عالمنا العربي.. فالثوار في ربيعهم الدامي يقتلون بعضهم والدم لا يورث إلا الدم والقتل لا يورث إلا القتل.. والمأساة تتسع.. والفصول الموجعة التي تشهدها كل يوم في العديد من بلدان الربيع العربي تؤكد هذا، والصراع على أشده بين الساسة العرب من أجل السلطة وكراسي الحكم.. والبعض يريد تصفية البعض الآخر.
•• في العراق أصدر بالأمس القضاء المسيس أمرا بإعدام طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية.. الذي يؤكد أنه لازال في منصبه.. ويدعم ذلك ويؤيده رئيس الجمهورية جلال الطلباني.
وشوارع بغداد لاتزال تغرق في بحور من دماء الأبرياء.. والسيارات المفخخة تنفجر في معظم مدن العراق. والنار تشتعل وتأكل كل ما حولها في كل مكان.. وكأن توقعات الملك الراحل الحسين بن طلال في كتابه الشهير عقب ثورة عبد الكريم قاسم قد تحققت، عندما قال: «سوف تنوح كل امرأة ثكلى في كل بيت في العراق.. وسيقتل هؤلاء الثوار بعضهم البعض ولن تنطفئ النار التي اشتعلت بدماء الأبرياء حتى تحصد كل القتلة والجبابرة» .. كلام الملك حسين قبل نصف قرن أكدته الأحداث المتلاحقة فقد قتل كل القتلة بأيدي بعضهم البعض.. وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم في العراق.
•• وفي سوريا.. الجريحة والمنكوبة ومدنها التاريخية التي تحولت إلى أطلال والتي تمتلئ طرقاتها وتلالها ومزارعها بالألوف من جثث الشهداء الذين حصدتهم قنابل ومدافع بشار الأسد.. كل هذه المذابح الآثمة التي يشهدها العالم بأسره ولم يحرك ساكنا لإنقاذها سوى بالشجب والكلام.. كل هذه الدماء التي تسفك في حلب وحماة وحمص ودمشق.. سوف تتحول إلى وقود تحرق كل الطغاة والقتلة..
•• الكل يعرف أن القتل لن يقف والدماء لن تجف بالوعود والإدانة وإنما بالعمل الجاد لإنقاذ الأبرياء في سوريا الذين لا ذنب لهم.. سوى أنهم يرفضون جبروت وظلم الطغاة من حكام دمشق وخرجوا في كل مدن سوريا إلى الميادين يحملون شعارات مسالمة من أجل الحرية والعدالة والإنصاف.. ومن أجل هذا هم يقتلون.. ولا أزيد.
بقلم محمد عبد الواحد
قتلة الأمس قتلى اليوم
العرض العادي
