يقال ان رجلا قد حل ضيفا على حي من احياء الاعراب ولم يكن من بينهم من يقرأ القرآن ولما رأوا سيماه ظنوا انه [ مطوع ] يستطيع قراءة القرآن على خلاف ماكان عليه فهو مثلهم لايقرأ القرآن فطلبوا منه ان يكون خطيبا لهم يصلي فيهم الاوقات فتمنع ورفض وقال انا لااعرف القراءه واعتذر ولكنهم ظنوا ذلك تهربا منه فألحوا عليه وجعلوا له جعلا اي يعطونه شيء مقابل الصلاة بهم كل شهر فأغراه المال وطمع وبدأ يصلي بهم ويقرأ لهم كلاما مسجوعا لايمت الى القرآن باية صله واستمر على ذلك فتره من الزمن وهو يتمتع بأرفه عيش وأعز مركز .
وذات يوم قدم الى هذا الحي رجل يجيد قراءة القرآن فلما وقفوا في صلاة الفجر بدأ هذا الخطيب المزيف في قراءة ترهاته ومن ضمنها قوله :
(( اوكلوا خطيبكم لحم الدجاج وزوجوه البنت المغناج حتى تاتيكم الجنه افواج افواج ))
سمع الضيف القادم هذه الترهات فبدأ يتنحنح وهو يريد من الخطيب ان يكف عما يقرأ فايقن الخطيب ان امره قد انكشف امام هذا الوافد
وخاف ان يفضحه امام القوم فيأذونه اويقتلونه فاردف كلامه السابق قائلا في الركعه الثانيه
( ايها المتنحنحون لاتتكلمون فانهم قوم لايفقهون والشرط اربعون لكم عشرون ولنا عشرون ))
وبعد الصلاة اعطى الخطيب الرجل الوافد ماأسكته واستأذن من القوم بعد ان وعدهم بالعوده اليهم وهو لايكاد ان يصدق انه ينجوا منهم هذه المره وصارت آخر جمله من قوله (( الشرط أربعون )) مضرب المثل للمصلحه المشتركه في سبيل اخفاء حقيقه واضحه .


