إذا كان عدد الحالات المسجلة على مستوى العالم لمرض كورونا لا يتجاوز ثلاثين حالة، فإن تسجيل المملكة لحالات إصابة بهذا المرض بلغت حتى الآن 13 حالة، فإن ذلك يعني أمرا خطيرا جدا لا يصبح معه معنى لأن تحاول وزارة الصحة أن تحمل إلينا شيئا من الطمأنينة، وكيف لها أن تتوقع أن نصدقها ونطمئن إذا كان ما يقارب نصف المصابين بهذا المرض القاتل في العالم من منطقة واحدة في المملكة، وكيف يمكن لنا أن نطمئن إلى أن جهود الوزارة قادرة على محاصرة هذا المرض، ونحن الذين نعرف أن جهودها في مجال أمراض سابقة كانفلونزا الخنازير وانفلونزا الدجاج لم تكن بالمستوى الذي يمكن أن تبلغه بناء على ما تدعمه الدولة به من إمكانيات،
من حقنا أن نقلق، بل من المتوجب علينا أن نقلق، إذا علمنا أن هذا المرض الذي لم يمض عام واحد على أول إصابة به على مستوى العالم قد أسقط سبعة قتلى في منطقة واحدة من المملكة، ولا يعلم إلا الله مصير ستة آخرين سجلت إصابتهم بهذا المرض القاتل، كما لا يعلم إلا الله إمكانية أن يتحول هذا المرض إلى وباء لا نعترف بخطورته ونتوقف عن سياسة الطمأنة إلا بعد أن نفقد السيطرة عليه.
من حقنا أن نقلق، ومن حق العالم أن يعتبر المنطقة التي ظهرت فيها 13 إصابة مؤكدة من بين 30 إصابة حول بقية العالم منطقة تشكل بؤرة انتشار للمرض الذي لا تزال مختبرات العالم تبحث من أجل معرفة طرق مكافحته وأساليب علاجه.
من حقنا أن نقلق إذا كان الخبراء يرون أنه من المبكر الوصول إلى معرفة بفيروس هذا المرض، وأن المختبرات تحتاج إلى سنتين أو ثلاث لاكتشاف حقيقته، كما قالت مديرة قسم العدوى بمستشفيات الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي.
من حقنا أن نقلق، وعلى وزارة الصحة أن تكون صادقة معنا، وأن تقدم لنا النصائح التي يمكن لها أن تجنبنا الإصابة بالعدوى، وأن تعمل جادة على محاصرة المرض في البؤر التي ظهر فيها، وأن تتوقف ــ في الوقت نفسه ــ عن أن تبيع لنا طمأنينة زائفة.