و على وزارة الصحة السلام

من المشاكل العويصة التي يعاني المواطنون منها في بعض المستشفيات قيام أطبائها بـ((سلخ)) المريض من خلال إجراء العديد من الفحوصات المخبرية، وعمل الأشعات التقليدية وأشعة الرنين المغناطيسي، يضاف إلى ذلك أحيانا ((الإجهاد)) و((الايكو)) لمجرد تحقيق دخل أكثر للمستشفى كيما ترتفع النسبة التي يحصل عليها الطبيب من الدخل. إضافة لراتبه الرمزي الذي يقبل به مقابل استفادته بما يناله من نسب على كل فحص مخبري أو أشعة أو.. أو.
ولقد سبق أن طالب العديد من الكتاب وأنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا – واحد منهم، من وزارة الصحة التدخل في الأمر بمنع منح الطبيب نسبة مما يحققه من دخل للمستشفى عن طريق الفحوصات التي لا لزوم لكثير منها لمجرد الاستفادة بالنسبة التي تعوضه عن ضعف الراتب.. ولكن الذي يبدو أن وزارة الصحة لا تقرأ أو لا تريد أن يكون لها دور في هذا الشأن الذي تأكد بما أعلنته مؤسسة التأمينات فيما نشر بـ«عكاظ» يوم الخميس 20 رجب 1434هـ وجاء فيه:
(كشف لـ«عكاظ» مساعد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للشؤون التأمينية عبدالعزيز بن هبدان الهبدان أن عشرة آلاف طبيب غير سعودي يمثلون 25 في المائة من الأطباء غير السعوديين المسجلين تحت مهنة طبيب أجورهم أقل من ألفي ريال. وبين أن التأمينات رصدت في كشفها للسعودة الوهمية حالات تحايل على السعودة منها ألفا طبيب غير سعودي أجورهم أقل من «500» ريال).
إن هذه الحقيقة التي كشف عنها مساعد محافظ التأمينات تثبت بالبرهان القاطع أن حرص الطبيب على تكليف المريض رسوم فحوص لا لزوم لها ليس هو لمصلحة المريض، وإنما لصالح الطبيب الذي رضي بالراتب الضئيل (2000) ريال والأقل من الضئيل من (500) ريال، وهو ما لا يمكن السكوت عليه وعلى المراقبة العامة، و((نزاهة)) التدخل في الأمر مع وزارة الصحة لإلغاء هذا المبدأ وإعطاء الطبيب الراتب الذي يرضيه، والسكن الذي يؤويه وبدل النقل والعمل الإضافي بمقدار ما يكفيه، وعدم إعطائه أي نسبة من الدخل الذي يحققه للمستشفى على حساب المريض الذي لا يملك إلا أن يستجيب لما يطلبه الدكتور من فحوصات لا لزوم لها.
ترى هل تتحرك الجهات المختصة باتخاذ الإجراء الذي يوقف مبدأ إعطاء النسب للطبيب رحمة بالمرضى، لأنه إن لم يحصل ذلك فعلى وزارة الصحة السلام.

بقلم عبد الله عمر خياط
عكاظ