انتقد أحد الكتاب يوما إدارة حكومية، فاتصل مدير تلك الإدارة برئيس تحرير الصحيفة التي نشرت المقال ليتهم الكاتب بأنه يكتب ضد الحكومة، والكتابة ضد الحكومة في بعض دول العالم الثالث تهمة «تودي» وراء الشمس!
طبعا لم يكن ذلك الكاتب يكتب ضد الحكومة ولا تلك الإدارة تختصر الحكومة، بل كان يمارس حقه الطبيعي في نقد إدارة حكومية قصرت في أداء واجبات تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع، أما مدير الإدارة فلم يجد مهربا من تحمل مسؤوليته سوى في ممارسة الترهيب «العالم ثالثي»، وكان يمكن أن ينجح في ذلك لو كان يعيش في إحدى جمهوريات الموز، وليس في بلد انفتح على ممارسة النقد الهادف للمصلحة العامة!
تذكرت ذلك وأنا أطلع على ردة الفعل المتشنجة لبعض القائمين على مجمع الأمل بالرياض ضد انتقادات هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» للتجاوزات وأوجه التقصير التي رصدتها الهيئة في أعمال المجمع، من سوء الاستعمال الإداري، واستغلال النفوذ، وتبديد الأموال العامة إلى الحد الذي دفع «نزاهة» إلى الاختصار بأن وضع المجمع الحالي لا يمكنه من توفير الرعاية المطلوبة للمرضى!
المجمع لم يجد دفاعا عن نفسه غير الترهيب بنتائج تحقيق لإمارة الرياض بأن المجمع يعمل بنجاح، واتهام تحقيق «نزاهة» بأنه مخترق من قبل بعض الموظفين المقصرين، مع أن مجرد وجود موظفين مقصرين يعني وجود تقصير!.
خالد السليمان
عكاظ