برز لعقول الناجحين عادات سبع مشهورة، أطلقها ستيفن كوفي. ويبدو أنه لا يعرف للفساد رموزاً؛ فلم يجمع له سبع عادات. هذه العادات للنجاح تُردَّد دائماً على أنها نبراس للكفاح والنجاح، وتحقيق الطموح والثراء المعرفي والمادي، لكنهم غفلوا عن عادات الفاسدين السبع، التي من صورها:
أولها: أن الفاسد لا يصل للمنصب إلا عن طريق فاسدٍ دفعه إليه، أو مجموعة فسدة لمآرب يحققها لهم، فهو يُقاد ولا يقود.
ثانيها: أن الفاسد انتهازي، يخطط لمصلحته فقط، في كل خطوة عمل، والمعيار عنده "وش لي من هذا"، وليس له أي ميثاق أخلاقي مع نفسه ولا مع الآخرين؛ فهو نفعي!!
ثالثها: أن الموظف الفاسد له شلته الخاصة في الدائرة الوظيفية، تدبج وتغلف شخصيته بالنزاهة، والعمل والإخلاص، وتدفع عنه كلمة السوء، وتغطي فضائح فساده؛ فهو غير منفتح على الجميع.
رابعها: أنه يستغل منصبه لتوثيق علاقاته التي تقوم على النفعية الذاتية له بعد مغادرة المنصب؛ فتراه ينفذ وساطات لأفراد دون آخرين، وعلاقات مخفية تكون مع أصحاب المناقصات وغيرهم من المستنفعين؛ فهو صاحب شللية وانحياز.
خامسها: أنك تجده من أكثر الموظفين عملاً وكداً ومكثاً في إنجاز أعماله لما يراه من مصلحته، وخوفاً أن يعفى أو يبعد من منصبه؛ فهو جبان، ينطوي على خبث.
سادسها: أنه يزرع الفرقة والتفريق بين موظفيه؛ ليشغلهم بذلك، وينفرد بمصالحه؛ حتى لا يراقبوا أداءه وعمله وإنجازه، وفي المقابل يُظهر أيديولوجيته المعبرة عن وطنيته وانتمائه الأجوف المخادع؛ فهو مفرّق ومشتت، لا يجمع ويقرّب.
سابعها: أنه يزيّن الكلام، ويراوغ فيه، ويتقلب في مواقفه، ويهتم بألفاظه وسيكولوجية مظهره، لاختراق الوسط الاجتماعي الذي يعمل فيه، ويهتم بحلاوة اللسان وحركات الجسد، وكاريزما قائد مصطنعة؛ حتى ينطلي بطابع تمويهي بين الناس.
كما أنه ينمّق التقارير لمديره ومرجعه تستراً على فساده، وتدليساً لرئيسه، وكذباً في أقواله، وتزويراً لمنجزاته "الوهمية"؛ فهو مراوغ، وله وجهان.
خالد الشبانة
سبق