عن البريطاني .. و عقوبات الهيئة !

ربما كان الفيديو الذي يضرب فيه رجل هيئة أحد المقيمين البريطانيين من أكثر ما أثار الجدل طوال الأسبوع المنصرم.
أحاديث ونقاشات حول الموضوع القانوني والنظامي لهذه الفعلة. ركلات وقفزات غير مبررة بأي شكلٍ من الأشكال. بينما ننتقد داعش، يطبّق البعض تصرفاتها وسلوكياتها. حاول الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ أن يحسن النظام داخل الهيئة، وتصريحاته تدل على تألمه من هذه الأخطاء المتكررة من دون رادع. أصدرت اللجنة المشكلة لدراسة هذه الحادثة قراراً بنقل هؤلاء الموظفين إلى مناطق خارج الرياض، لكن هل يكفي هذا التوبيخ والقرار التأديبي؟!
لقد سأل الأستاذ داود الشريان الشيخ عبداللطيف في برنامجه «الثامنة» عن سبب هذا الخطأ، وهل من تمييز بين المقيمين وبين السعوديين؟ نفى الرئيس العام ذلك، لكن الأكيد أن هناك ثغرات قانونية ونظامية جعلت البعض يفلتون من العقاب مثل الذين طاردوا الشابين في اليوم الوطني، وسواها من عشرات القصص لعائلات طوردت، وأفرادٍ ظلموا، وفتيات تمت إدانتهن بدلاً من الانتصار لهنّ. ليس سراً أن جنسية البريطاني منحته القوة والحصانة ذلك أن الاعتداء على مقيمٍ وبريطاني وبهذا الشكل الموحش وبهذا الظرف منح القصة أبعاداً أخرى.
بينما ينشغل العالم بداعش، وتقبض الداخلية على 88 شخصاً من الإرهابيين، وتحذر الدول الأوروبية بما فيها فرنسا وبريطانيا من انتقال الخطر إلى عمق البلاد، في ظلّ كل تلك الأجواء المتوترة يأتي من يشوّه سمعة هذه البلاد وأهلها وضيافة مجتمعها وكرم سكانها بمثل هذا التصرف والقفزات والركلات لمقيمٍ بريطاني متزوج من سعوديةٍ أيضاً.
القفزة لا تعبر عن سلوك السعوديين، بل نحن استضفنا شركات بريطانية وأميركية وفرنسية، ساهموا في اكتشاف النفط وتطوير العمل العسكري والمدني والمؤسسي، فلا يأخذن أحد أحداً بجريرةٍ فردٍ مخطئ ومتجاوز ومستهتر.

تركي الدخيل
عكاظ