الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى المواضيع الاجتماعية و الأسرية كل مايخص المواضيع الاجتماعية و المجتمعية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-07, 07:13 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس مجلس ادارة الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 9
المشاركات: 13,072 [+]
بمعدل : 1.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 500
الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الآتي الأخير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى المواضيع الاجتماعية و الأسرية
افتراضي شبابنا في عزلة زمنية

في بلادنا، ومن تقاليدنا المحافظة، يكفي أن يكون الواحد منا شابا في ريعان الشباب، ليصير متهما بالخطأ الاجتماعي افتراضيا من قبل الجهات المحافظة، وأحيانا الجهات الرسمية، وهم دائما يرون الشاب كما يقول المثل "على رأسه ريشة" حتى لو كان شابا محافظا اجتماعيا يحسب خطواته، ويتوخى كل أسباب الحذر، ويحاول إثبات عكس ما يظن به من سوء، ويحرص على السمت والوقار في المناسبات.

هذا يحدث مع أنه من المؤكد أن لدينا شبابا محترما يعلي شأن الأخلاق الاجتماعية، والتقاليد المرعية حتى إنهم يمارسون الرياضة بالثوب، والغترة، والعقال من التحفظ، ولدينا شباب متطلع يطمح للنهوض من كبوة جيلنا، ويبحث عن مستقبله بحرص، ولدينا شباب يمارس حيويته الطبيعية بابتكار حياة جديدة قد تختلف عن حياتنا في الأجيال السابقة.


نحن المحافظين والتقليديين في الفئات الأكبر سنا لا نقدر أن هذا الشباب المتطلع من رجال ونساء يرى العالم بمنظار عصره، وهو يضرب بنفسه مثال التقدم، وهو يعرف أنه في محك تجربة الحياة لا في محك تجربته مع انضباطنا وسلوكنا نحن الأجيال السابقة عندما كنا نوائم حياتنا بالممكن من زمننا البرزخي في النمو، وليس من خطأ هذا الشباب أنه ينظر لنا نحن الأجيال السابقة نظرة فيها شيء من الأسف و الحزن على ما يظن أننا خسرناه، فنحن، في بعض المناطق، جيل الغترة، والعقال، والشيلة والعباءة، ورفع أسوار المنازل والحيطة الحضارية، والخصوصية، والانفراد الذي أخذناه سلوكا في حياتنا منذ السبعينيات الميلادية لمقاومة "هبايب" الحضارة الوافدة لنا من كل اتجاه، ونحن أيضا مجتمع الشخصيات التي تعيش بوجوه متعددة، وتظن خطأ أن أبناءها، وبناتها لا يدركون ازدواجيتها، وأن هؤلاء الأبناء لا يدركون شعبية وتقليدية تعليمهم، ومعلميهم وترهل صيغ مناهجهم قياسا للفكر والعلم في العالم الذي يتبنى المفاهيم بدل الصيغ، ويفتح أفق الإبداع الفردي بدل حفظ النصوص، وينبذ الصيغ المكررة لإطالة الحديث في شرح المعنى.

ليتنا نعرف أن الشباب يحمل في كيانه الحيوي قرار نوع الحياة المستقبلية بنوع من "الفردانية"، ورغم سلوكه الجامح في المجتمع يبقى الكثير من المحافظين قضية أو ظاهرة غير مرغوبة، وأحينا كثيرة يعتبر المحافظون مجرد مظهر الشباب بلباس عالمي نشازا في السياق الاجتماعي، وينبرون لمحاربة الظواهر السلوكية الجامحة في اللبس وترتيب العمل متناسين أن هؤلاء الناس الصغار في السن ليسوا صغارا في العقل، وأن لهم قرارهم بحياتهم حتى لو لم يرغب المحافظون في ذلك، وكونهم الجيل القادم، فالقرار بيدهم لا بيد عمر، أو زيد.

يجب أن لا ننكر أن في مجتمعنا عنف تقليدي من بعض الفئات في التعاطي مع ظواهر الشباب يجعل الأمور أكثر صعوبة، وغالبا ما تتفاقم الأمور بفهم غير صحيح عند كثير ممن يملكون الحبل والعصا في التربية، سواء كانوا آباء أو معلمين، أو رجال حكومة، أو حتى أفراد مجتمع محافظ لا يرى الحياة إلا بأسلوبه ونمطه في المأكل والملبس وطريقة الكلام التي تعود عليها، وهذه الهوة تخلق بعض التصرفات التقليدية، وتهدد قناعة الشباب في أساس القيم الدينية، والاجتماعية التي يجب أن تكون محترمة بأهلها والقائمين عليها للشباب مهما كانت توجهاتهم، أو ثقافتهم لأن القيم الأساسية في المجتمع، بصرف النظر عن التفاصيل في المأكل والملبس، والمظهر العام، فالقيم الأساسية من الدين هي أساس التنشئة الاجتماعية ولا علاقة لها بتغير التفاصيل التطبيقية في تقاليد الحياة لأنها ركائز المجتمع.

كذلك يأتي السلوك العام المنضبط المتقيد بالنظم، ومراعاة الحالة المعتدلة من أخلاق المجتمع وأسس الاختلاف، وحدود الحرية الشخصية هو المهم في تربية هذه الفئة الكبيرة جدا في مجتمعنا، والسلوك المنضبط هو مسألة تتعلق باحترام الغير وقبولهم كما هم، وألا يختلط السلوك الشخصي، وعضله تربويا بالسلوك العام، وأن نحترم الإنسان في خصوصيته، ما دام لا يؤذي الآخرين، ولا يعتبر سلوكه في سياق ظاهرة تؤثر في غيره.

وفي سياق السلوك، وقبوله ورفضه، لا يجب أن نتجاهل إبداع الشباب، والشابات في التقنية، وفي المخترعات، كما أن كثيرا منهم متفوق في أعمالهم حتى لو بدوا متجاوزين للمعتاد في أمورهم الشخصية، و الغالبية من شبابنا حقيقة بخير قياسا إلى العالم، وليس بالضرورة أن يكونوا نسخا منا فلهم عصرهم، وزمنهم، وقد نختفي نحن من الحياة وحينها سوف يمارسون ما يريدون، ولن نستطيع نحن الجيل السابق من المحافظين الإمساك بالزمن المتغير، وضبط السلوك على طريقتنا إلى الأبد.

من هذا كله يخطئ من يظن أننا نصب أبناءنا في القالب الفكري والاجتماعي الذي نرغبه، أو الذي قولبنا، عندما لم يكن هناك غيره، وعندما كانت الحياة مغلقة، والتعليم حفظ صيغة أدبية مطولة، ولم نكن نعرف من العالم شيئا إلا من رزقه الله القدرة على السفر خارج البلاد العربية التي لا تختلف عنا كثيرا.

إن أبناءنا وبناتنا يعلمون أننا وإياهم رغما عنا وعنهم "نتقولب" في الحضارة قسرا لنساير عصرا جديدا، عصرا يعصرنا بمعصرة فكره الاقتصادي الجديد، ومعطيات القوة الفردية الجديدة ويعطينا الخيارات الأكثر في أسلوب الحياة، ، ويقلم حدة الأشواك التقليدية لمن يرفض العصر بعزله عن مجريات الحياة العامة، ليموت في عزلة الجهل والفقر، والمرض.

أرجو ألا يأتي من يفهم خطأ أن جيلنا السابق سيئ، أو أنه منغلق فقد كانت فيه رموز قادت مسيرة الحياة في بناء المجتمع والدولة في ظروف صعبة من الجهل، وقادت مسيرة التعليم، وقضت على نسبة كبرى من الأمية، وفي نفس الوقت كان هؤلاء الرموز يطوعون التقدم لما نستطيع تقبله، وكانت للأجيال السابقة حياة تستلزم مواءمة التقاليد التي حكمتها، ولكن لدى الأجيال الجديدة حياة أخرى تستلزم منهم التواصل مع حضارة العالم، فهم يقبلون على تعلم اللغات لفتح نوافذ عقولهم أكثر، وهم يستهلكون الكثير من المادة الإعلامية الأجنبية في محاولة لتبني معطيات جديدة لا توفرها لهم الثقافة المنغلقة، وهم بالتالي ينتقلون مع الحضارة في سباق حرق مراحل للخروج من الآلية المعدنية إلى عالم الإلكترون، والأزرار الصغيرة في أجهزة تؤدي العمل بدقة محسوبة.

سواء قبلتم، أم لم تقبلوا فهم في دواخل عقولهم يعطون لانفتاحهم على العالم الأهمية الأكبر، وأكثر بكثير مما ترون منهم في الظاهر، سواء كان بالملبس، أو المأكل، أو أساليب الحديث، ولهم الحق فقد وضعت الحياة بأيديهم وسائل اتصال ومعرفة، وأساليب تخطي الحدود والأفكار بطريقة تفوق وسائلنا، وأدوات اتصال لم نعرفها، وهم يرون العالم بعيون مختلفة عن عيوننا، عيون غير عدائية للحديث من الأساليب، وعيون لا ترفض الناس بالشكل والمظهر، ولا تقصي الآخر، وينظرون لإمكانية التوفيق المريح بين ما يعرفونه وما هو موجود عندهم على أنه قانون اجتماعي ملزم، وبين ما في العالم من تفوق إنساني، واعتماد على الذات.

أما إن كنا كآباء وأمهات، ومعلمين نريد التعامل مع الجيل بثقافة توفيقية بيننا وبينهم فالطريق الوحيد هو العمل على ترسيخ القيم الأساسية لديهم، وجوانب الإنسانية، وأن نبتعد عن نقد القشور الصغيرة مثل تصفيف الشعر، أو التغيير في اللبس، أو طريقة التفاهم فيما بينهم، وهي أشياء يراها بعض الآباء نشازا مع أنها عند الشباب ليست كذلك، فبعض هذه التفاصيل التي يمر بها الشباب، والشابات طبيعية في عمر الحيوية المفعمة، ولعل بعضنا وإن أنكر أمام أسرته الآن، وأخفى صوره القديمة خجلا قد مر بمثل ما مر به ابنه، أو ابنته اللذان ينتقدهما ويلومهما لأدنى هفوة.


بقلم / محمد العثيم















عرض البوم صور الآتي الأخير   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL