مدفع الهاون سلاح متنقل يستخدم في الحروب ضد الأفراد، ولجوء الحوثيين لاستخدامه ضد المدن والقرى السعودية المتاخمة للحدود مع اليمن ليس مفاجئا، فالحوثي استخدمه ضد المدنيين اليمنيين في عدن وتعز ومأرب، ولن يوفر استخدامه ضد المدنيين السعوديين متى ما سنحت له الفرصة!
وهنا تبرز أهمية قيام عاصفة الحزم بتدمير منظومة الصواريخ الباليستية ومنصات صواريخ سكود اليمنية منذ اليوم الأول لهبوب عاصفة الحزم، فالمملكة أدركت أنها تواجه عدوا غادرا لا يفرق بين المدنيين والعسكريين في خوض معاركه، وكان لا بد من تعطيل قدرته على ضرب المدن والقرى السعودية بالصواريخ ذات القدرة التدميرية الكبيرة!
الحوثيون وبتخطيط إيراني كانوا يطمحون من خلال امتلاك القدرة الصاروخية على استنساخ قدرة الابتزاز التي امتلكها حزب الله في لبنان فيخلقون واقعا إقليميا، لكن عاصفة الحزم كانت أسرع إلى وأد هذا المخطط في مهده، وما لجوء الحوثيين لإطلاق قذائف الهاون على نجران وجازان إلا مؤشر على ما كان يمكن أن يسببوه من أضرار أكبر لو امتلكوا اليوم القدرة على إطلاق صواريخ سكود!
ما فعله الحوثيون يعكس حالة عجز عن تغيير موازين الحرب، ويظهر يأسهم من القدرة على التأثير في قرار استمرارها، ناهيك عن أنهم أخطأوا العنوان لإيصال رسائلهم، فنجران وجازان درعا الوطن الحصين وليسا صندوق بريد للحوثي!
خالد السليمان
عكاظ