د. هاشم عبده هاشم
لا توجد وزارة حظيت القضايا المرتبطة بها.. بالنقاش.. وبالتناول.. من قبل المجتمع.. ووسائل الإعلام كما هو الحال مع وزارة العمل..
@@ أكثر هذه الأسئلة إلحاحاً.. هي تلك التي تتصل بمشاكل البطالة.. وضيق فرص العمل المتاحة أمام الشباب والشابات.. في وقت تعج فيه الشركات والمؤسسات والهيئات وحتى الوزارات والمصالح الحكومية.. بآلاف المستقدمين من الخارج.. أو المنقولة كفالتهم من الداخل.. أو المستخدمين بطرق غير نظامية..
@@ كما أن الوزارة تعرضت لنقد متواصل من قبل المقاولين.. بلغ حد الاتهام بأنها تسببت في عدم وفاء الكثيرين منهم بتعاقداتهم الضخمة مع الدولة وغيرها بسبب قيود الاستقدام وصعوبة الحصول على التأشيرات الكافية..
@@ وأشياء كثيرة وكثيرة.. لا يخلو مجتمع أو صحيفة أو قناة فضائية في يوم من الأيام من مناقشتها والتوقف عندها وتوجيه اللوم بسببها إلى وزارة العمل.. ومسؤوليها..
@@ ولذلك فإن لقاء معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي مع اعضاء مجلس الشورى قبل بضعة أيام كان فرصة.. ليس فقط من أجل تكرار طرح نفس الأسئلة وتبادل الاتهامات.. وإنما من أجل التفكير المشترك لإصلاح الحال.. ومعالجة الأخطاء وتصحيح الوضع برمته في بلد ينمو عدد سكانه بصورة كبيرة.. ويزيد فيه عدد الشباب والشابات من صغار السن عن (60%) ويتوقع أن تصبح معه البطالة أضعافاً مضاعفة في ظل استمرار مخرجات نظام التعليم بنفس الكفاءة الحالية.. والعجز الواضح في التأهيل لسوق العمل وتلبية احتياجاته..
@@ وما قرأته كغيري في الصحف المحلية عن نتائج هذا اللقاء لم يخرج عن نفس المعلومات.. والدوائر المفتوحة والمعروفة.. فيما كنت أتوقع أن يسفر عن طروحات جادة وعملية وأفكار خلاقة وحلول بناءة لمشاكل بدت وكأنها تدخل مرحلة "الاستعصاء"..
@@ صحيح أن لقاء كهذا بين المجلس ووزير مختص.. ليس مجالاً للبحث وتدارس القضايا الشائكة بعمق..
@@ غير أن الأكثر صحة هو... أن المجلس لا بد وأن يمثل حلقة نقاش من نوع رفيع لقضايا تتصل بمستقبل وطن.. وحياة شعب..
@@ ولذلك فإنني اقترح على معالي رئيس المجلس والإخوة الأعضاء وهم من هم.. إخلاصاً.. وكفاءة.. وعلماً.. وتجربة.. اقترح عليهم تشكيل فريق عمل مختار بعناية من مجموع الأعضاء لدراسة كل الموضوعات.. والأفكار.. والطروحات.. والمشاكل المنوطة بأي وزير أو مسؤول يتجه المجلس إلى استدعائه.. وذلك قبل وقت كاف.. لاستخلاص رؤى.. وحلول... وأفكار ومقترحات علمية وعملية.. بعد سلسلة نقاشات متصلة وعصف فكري جاد بين أعضاء الفريق..
@@ فإذا جاء الوزير أو المسؤول.. سمع خلاصة تفكير النخبة.. وبدأ نقاش جاد ومفيد وخرج الجميع بتصورات عملية وحلول فعالة.. يمكن بلورتها بعد كل لقاء بمراجعة نفس الفريق لما قيل وطرح ونوقش أثناءه..
@@ وهكذا يشكل المجلس إضافة حقيقية..
@@ ويقدم للمجتمع فائدة أكبر..
@@ ويقود البلد إلى الإصلاح المنشود..
@@ بدلاً من أن تتحول لقاءاته بالوزراء وكبار المسؤولين إلى احتفالية.. ومجاملات.. واجتهادات انطباعية تفتقر إلى الدرس والتحليل.. والاستخلاص العلمي.. تماماً كما هو حال "المجتمع" و"سوالفه" و"هروجه"..