الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان خاص بالمواضيع الاسلامية و الفتاوى الشرعية و الاحاديث النبوية الشريفة و كل ما يخص المسلم في امور دينه

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-03-08, 03:17 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي لتستقيم الحياة تخطيط استخارة استشارة توكل

4- مفهوم التخطيط
للأستاذ الدكتور/ محمد المحمدي الماضيأستاذإدارة الاستراتيجيةكلية التجارة - جامعة القاهرة


(4)
مفهوم التخطيطتناولنا في مقالات سابقة الدور الإنساني للقائد ، ثم النمطالقيادي الفعال ، وأهم الصفات القيادية من منطلق الاقتداء بالرسول القائد صلي اللهعليه وسلم ، ولعل البعض يتصور أن الأمر يقف عند هذا الحد فقط ؛ فهل ظهرت الأدوارالإدارية في منهج وحياة وتصرفات الرسول القائد صلي الله عليه وسلم ، خاصة وأن وظائفالإدارة المتعارف عليها الآن (من تخطيط ، وتنظيم ، وتوجيه ، ورقابة ) لم تضحبصورتها الراهنة إلا مع بداية القرن العشرين ، بظهور رواد المدرسة الكلاسيكية وخاصة ( هنري فايول ) ؟في هذه المقالة نحاول الوقوف علي بعض أساسيات التخطيطومفاهيمه من منطلق التوجيه القرآني والنبوي ، ثم واقع التطبيق في حياة الرسول صليالله عليه وسلم ، وكيف مارسه ، وخاصة ونحن في ظلال ذكري هجرته المباركة صلي اللهعليه وسلم وذلك في مقالة تالية.
التخطيط وثقافة المسلم:
وبداية وقبل المضىفي صلب الموضوع أود أن أشير إلى أن الكثيرين من المسلمين الآن ينظرون إلى التخطيطباعتباره ضرباً من ضروب التنجيم أو الخوص في الغيب، وكأنه في الخلفية الثقافيةلغالبية المسلمين من المحرمات..
وأما الصنف الآخر الذي ليس لديه هذا الفهمالخاطئ للتخطيط ، فإننا نجد أنه يفتقد إلى الممارسة الصحيحة له ، وقلما نجيده أوحتى نمارسه في مظاهر حياتنا المختلفة ؛ سواء ما كان منها على المستوى اليوميالمتكرر ؛ ويندرج تحته كل ما أطلق عليه الآن "إدارة وتخطيط الوقت" أو ما هو علىمستوى ممتد وهو ما أطلق عليه التخطيط الإستراتيجي وكلاهما من الأمور الواجبة التييأثم المسلم بتركها وعدم ممارستها في كافة شئون حياته باعتبارها من تمام أداء ماأنيط به من واجبات ومهام ، وباعتبار أنه مسئول عن واجب الاستخلاف في الأرض ، ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولعل أحد أهم أسباب ما نعانيه من تخلف على مستوىحياة العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً هو ما يعانيه من تخلف إداري واضح ، ليسفقط على مستوى الممارسة وإنما أيضاً على مستوى التعلم والتدريب والتربية.
فلايكفي فقط أن نمارس ، وإنما يجب أن تكون ممارسة على أساس من العلم والمعرفة ، ولايكفي التدريب والتعلم على الكبر ، وإنما يجب أن يتم في مراحل الحياة الأولى من خلالما يمكن أن نطلق عليه "التربية الإدارية" تلك التي تدعم السلوك الإداري المعتادوالصحيح لدى كل فرد حتى تصبح حياته العادية وممارساته اليومية متمشية مع السلوكالإداري الصحيح بشكل سهل وتلقائي غير متكلف ولا مستغرب ، كما هو حال معظمنا فيالبلاد الإسلامية الآن، عكس ما هو كائن في بلاد الغرب، مما جعلها تأخذ بزمام القوةوالحضارة، ونحن نأخذ بزمام التخلف والتأخر، خاصة وأن الإدارة سنة من سنن اللهسبحانه وتعالى لتمام الاستخلاف والتمكين في الأرض.
فما هو المقصود بالتخطيط:
إن التخطيط بمعناه الشامل عبارة عن عملية تنبؤ بالمستقبل في أي أمر أو مجال منالمجالات.
وبمعناه الإداري المحدد هو:
"
تحديد الوسيلة أو الأسلوب المناسبلتحقيق هدف مستقبلي، في ضوء الظروف المحيطة والإمكانات المتاحة"
في القرآن:
أشير إلى التخطيط بالمعنى السابق في أكثر من موضوع منها على سبيل المثال قولهتعالى:
"
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ، واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون" الحشر(18)
وهذه الآية فقط توجه الذين آمنوا إلىتقوى الله وتأمرهم بين يدي ذلك أن تنظر كل نفس ما قدمت لغد وليس هناك أوضح من ذلكفي وجوب النظر المستقبلي لكل ما تقدمه لغد لنفسك على أي مستوى من المستويات.
وهذا النظر معناه :
التأمل والتدبر والدراسة والإعداد والفحص والإحصاء لكلما سوف تتخذه من تصرفات أو قرارات أو أعمال أو مهام وانعكاسها على ما يحقق لك النفعوالمصلحة في الدنيا والآخرة.
وأما الغد:
فهو هنا يشير إلى المستقبل منتقسيماته ، فهو الغد القريب جداً ، والمتوسط ،والبعيد على المستوى الدنيوي ، وفي كلأمر من أمور الحياة.
وهو الغد الممتد في ضمير الغيب ما بعد الحياة الدنيا ليصلإلى حياتك الأخروية باعتبار أن لكل تصرف من تصرفاتك في أي لحظة من لحظات حياتكانعكاس على ذلك الغد الذي تقف فيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهو يحصى عليك ويسجلويكتب ثم تراه في كتابك يوم القيامة .وهذا هو المعنى الشامل للتخطيط وهو ما يجعلمنه وصفا فريدا ومتميزا في حياة المسلم وهو ما يربط كل تصرفاته برباط واحد وهو رباطالإيمان والتقوى الذي يغلف أي عمل أو تصرف يقدم عليه ، ولذلك نجد أن وضع الأمربالتخطيط للغد هنا بين الإيمان والتقوى من جهة وختام الآية،"أن الله خبير بماتعملون" خير دليل على شمولية وعمومية الأمر التخطيطي هنا لكل معنى من معاني الحياةفي كل موقف وتصرف ووظيفة وعمل وتخصص ومجال من المجالات ذلك التخطيط المبارك لكونهمغموساً وملفوفاً في منظومة القيم الإسلامية الممتدة، والأخلاق الإيمانية العمليةالتي تحيل كل التصرفات إلى عملية عبادة وتسبيح وصلاة للمولى عز وجل ، وهذا ليس إلاللمسلم الحق ، ولعل غياب هذا المعنى الشامل هو الذي يفسر كثير مما نرى من مظاهرالفساد الإداري والتردي الإنتاجي والسلوكي والأخلاقي وانعكاس ذلك في النهاية علىالقدرة التنافسية Competitive Advantage للأمة ومؤسساتها وشركاتها وأفرادها.
توجيهات الرسول (ص):
في أحد توجيهات النبي (ص) التي روت عنه:
"
إذا هممتبأمر فتدبر عاقبته ، فإن كان رشداً فأمضه ، وإن كان غياً فانته عنه"
ولعل هذاالتوجيه النبوي وغيره من التوجيهات الكثيرة يوضح أهمية التفكير المسبق قبل الإقدامعلى أي عمل حتى لا يندم الإنسان أو يخسر نتيجة لقرار متسرع غير مدروس.


التخطيط بين الاستخارة والاستشارة:
بل أنه (ص) يحدد عاملين أساسيينللتخطيط قلما ينتج عنهما فشل أي خطة وقرار مستقبلي وهما:
الاستشارة
الاستخارة.
حيث ورد في الحديث عنه (ص): "لا خاب من استخار ولا ندم من استشار"
ولذلك يصبح من تمام أمر التخطيط أن يراعي ما يأتي:
1.
تجميع كافة البياناتوالمعلومات المتاحة عن الموضوع الذي يراد اتخاذ قرار بشأنه والتخطيط له.
2.
الرجوع إلى مصادر موثقة والتثبت من المعلومات التي يتم جمعها حتى تكون حقائق وليسمجرد تخمينا أو ظنون أو أوهام.
ويدعم هذا المنحي ما فعله عمر بن الخطاب رضيالله عنه حينما أراد أن يستوثق عن أحد الناس فقال له ائتني بمن يعرفك "يشهد له" فجاء برجل فأثنى عليه كثيراً.
-
فسأله عمر رضي الله عنه: هل تعرفه؟ - قال: نعم.
-
فقال:هل سافرت معه؟ - قال:لا.
-
فقال رضي الله عنه:وهل أنت جاره؟ - قال:لا.
-
قال:وهل تعاملت معه بالمال؟ - قال:لا
-
قال:لعلك تراه في المسجديطيل السجود والركوع والدعاء. - قال: نعم.
-
قال: إذن أنت لا تعرفه ، وقالللرجل: اذهب وائتني بمن يعرفك."
في هذا الموقف يتبين لنا أن عمر رضي الله عنهلم يشأ أن يبني قراره عن الرجل بمجرد الشكليات والظواهر والأحكام التي تصدر عن غيرمعلومات حقيقية يقينية تجريبية من مصادر معتمدة يحق لها أن تكون مصادر يعتمد عليها.
ولعل هذا الأمر يغيب عن الكثيرين منا في تخطيطهم أو اتخاذهم للقرارات المختلفةطناً منهم أن الأمر لا يحتاج إلا إلى استخارة أو استشارة ، بينما الواقع والشرعي أنيسبق الاستخارة والاستشارة قيام الشخص بتجميع كافة البيانات والمعلومات والحقائقالممكنة عن الموضوع.
ولا يركن إلا المصادر السهلة، ولا إلى البيانات الظنية غيراليقينية وليتأكد من صدق وحقيقة كل ما سوف يعتمد عليه من بيانات تخطيطية: "يا أيهاالذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ، أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين"
فالتبين هنا مطلوب وفي آخر كل أمر طالما سوف يبني عليه خطة، فنابني على باطل فهو باطل، وغير مقبول أصلاً الشروع في عمل بلا تخطيط، ولا في تخطيطبلا معلومات ولا معلومات بلا يقين وتبين.
3-
الاستشارة:
والاستشارة هناتعتبر من صميم النط القيادي الفعال الذي سبق أن تناولناه في مقالة سابقة، والذييعتبر انعكاساً لما أمر به القرآن:
"
وشاورهم في الأمر"
"
وأمرهم شورى بينهم"
والتخطيط هو أحد أهم المجالات التي تتحول الشورى فيها من مجرد أمر نظري إلىواقع عملي قابل للتطبيق والممارسة.
ولا يخفى علينا ما أصبح من الأمور المؤكدةفي أدبيات الإدارة المعاصرة حين التحدث عن التخطيط الفعال بالإشارة إلى اعتبارالمشاركة (الشورى) من أهم وسائل تفعيل التخطيط.
والاستشارة التي يتم فيهامشاركة الآخرين في عملية التخطيط واتخاذ القرارات تزيد من جودة وفعالية التخطيط منعدة جوانب أهمها :
أ‌- توسيع دائرة البيانات والمعلومات والحقائق المجمعة.
ب‌- الوقوف على حقائق البيانات التي تم جمعها أصلاً.
ت‌- إبداءْ كافةالملاحظات والآراء التي تكمل جوانب الموضوع وتزيده وضوحاً فالرأي الواحد ليسكالاثنين، والاثنين ليس كالثلاثة فكلما زادت مساهمة الأفراد في الإعداد لعمليةالتخطيط كان ذلك أدعى إلى كماله وشموله لكافة الزوايا والجوانب ومراعاة كافةالاحتمالات وإصابته للواقع ، وبعده عن الاستغراق في المثاليات والافتراضات النظرية.
ث‌- الاستيفاء الفني ومراعاة الجوانب الفنية والعملية التي يعيشها الأفراد فيالمستويات الأدنى بشكل يومي وفعلي، ومن ثم فالشورى تراعي الجانب الفني وتستكمله.
ج‌- الجانب النفسي:
حيث يشعر الأفراد بأهميتهم وبأنهم ليس مجرد تابعينمنفذين أو آلات عضلية بلا عقول تفكر وتبدع وإنما يشعرون بما يجب أن يشعر به كل عاملفي أي موقع من أنه نشارك وشريك وفاعل وإيجابي.
فالقرار الذي تم اتخاذه و الخطةالتي تم إقرارها بهذه الصورة تكون نتاج جهد ومساهمة الجميع، ومن ثم يشعرون بأنهاخطتهم أو قرارهم وليس مفروضاً عليهم، ومن هنا يكونوا أكثر حرصاً وحماساً للعمل علىنجاحها.
ح‌- الإبداع والابتكار:
ليس هناك شئ يشيع ويفجر الطاقات الإبداعيةلدى الأفراد مثل إتاحة الفرصة الكاملة والحقيقية لهم للمشاركة في التخطيط واتخاذكافة القرارات ولعلنا نلاحظ مثال على ذلك بشكل واضح في وضع خطة الدفاع عن المدينةضد هجوم الأحزاب، والتي سوف يكون لنا عندها وقفة متأنية لاستخلاص الكثير من الدروسوالعبر وأشير هنا فقط إلى فكرة حفر الخندق باعتبارها فكرة مبتكرة قلبت خطة المشركينالمهاجمين رأساً على عقب.
4-
الاستخارة:
والاستخارة هنا تأتي كأمر أساسيومتمم بعد إجراء كافة الخطوات السابقة والأخذ بكافة الأسباب الموصلة للنجاح .
فالاستخارة تراعي جوانب يستحيل مراعاتها في التخطيط، وذلك لأن التخطيط يعتبرأمراً مستقبلياً فإنه يكون في النهاية لا يعدو أن يكون احتمالاً، والاحتمال لا يمكنأن يكون يقيناً ولكن يظل دائماً بين الصفر والواحد الصحيح.
ومهما تطور العقلالبشري ومخترعاته فلا يوجد حتى الآن من يستطيع أن يتكهن بالمستقبل بشكل يقينيومؤكد.
ولذلك فإن المؤمن يستكمل هذا الجانب بالاستخارة الصادقة لله في الأمروبآدابها حيث يتم بناءاً على الاستخارة التوجيه النهائي للمضي في الأمر أو الانتهاءعنه، وذلك قبل البدء فيه أصلاً . ومن ثم لا يكون خيبة ولا يكون ندم قط لمسلم يخططفي ظل هذه العوامل.















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL