كتب الأستاذ : جعفر عباس
ابو الجعافير :
كما قلت بالأمس فإن سويسرا بلد لا يحل ولا يربط في الشؤون الدولية، بل لا نسمع الكثير عن أمورها الداخلية.. بلد خيرها كثير وسكانها مرتاحون وشبعانون، وشخصيا لا أعرف لها صادرات سوى الساعات التي لا يستطيع أمثالي شراءها.. ولكن وقبل أيام قليلة اجتمع البرلمان السويسري الاتحادي (بُندسرات) وأصدر قوانين تعطي العديد من الحيوانات نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون السويسريون، ولا يحلم بمثلها مواطن عربي! اعتبارا من اول سبتمبر المقبل لن تستطيع اقتناء كلب في سويسرا دون إبراز شهادة تؤكد أنك مؤهل لرعاية الكلاب (في أفغانستان تقوم القوات البريطانية حاليا بتحصين الحمير بأمصال تقيها الأمراض السارية بينما 97% من أطفال أفغانستان لم يخضعوا لأي نوع من التطعيم).. يعني قبل ان تشتري كلبا في سويسرا، عليك الالتحاق بدورتين دراسيتين على نفقتك: الدورة الأولى دراسات نظرية حول طبائع واحتياجات ورغبات الكلاب، والثانية ميدانية تتعلق بكيفية السير بصحبة الكلب في الشارع دون التسبب له بأي ضيق (للكلب).. وكيفية التصرف عندما يريد الكلب تفريغ مثانته أو أمعائه! علما بأن صاحب الكلب ملزم بالخروج به يوميا وإلا تعرض للمساءلة القضائية. عيالي الأربعة نشأوا في منطقة الخليج، وكان من المعتاد جدا ان يبقى الواحد منهم حبيس البيت اسبوعا كاملا لأني «مش فاضي»، ولأن كوكتيل الجنسيات في المنطقة لا يجعلك تقيم علاقات حسن جوار تقوم على الثقة، وبالتالي لا تأمن سلامة عيالك إذا لعبوا في الشارع او في ميدان عام. (في الصين تم مؤخرا إغلاق المطاعم التي تبيع لحوم الكلاب خوفا من ألسنة الصحفيين الغربيين الذي بدأوا في التدفق عليها لتغطية الألعاب الأولمبية .. والصينيون يعتقدون ان لحم الكلاب يرفع القدرات الجنسية للرجال، فتأمل .. رجولة تأتي من لحم الكلاب؟ ما بدهاش)
القانون الذي أصدره البرلمان السويسري يتعلق بحيوانات وصفها القانون ب»الاجتماعية»، ولكن كيف توصل ذلك البرلمان الى ان الأسماك كائنات اجتماعية؟ هذا ما لا أعرف له جوابا.. تكون جالسا على شاطئ نهر او بحيرة سويسرية لصيد السمك فيأتيك شرطي ويسألك: هل عندك شهادة تأهيل للصيد؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي فإلى المخفر.. نعم فعلى كل من يصطاد الأسماك في سويسرا تلقي تدريب حول كيفية القبض عليها دون تسبيب الألم لها .. أصطاد سمكة بسنارة وستموت بعد صيدها بدقائق ثم أذبحها وآكل لحمها ثم يطلبون مني عدم إيذائها؟ يا مثبت العقول .. عندنا يصطادك شرطي المرور في مخالفة بسيطة.. ولو كان عطوفا فإنه «يلطعك» في الشارع لنحو ساعة حتى «استكمال الاجراءات»
لا تقل يا ليتني كنت !!!
العرض العادي
