لا تمر مناسبة .. ولا ينعقد لقاء يجمع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. بالمواطنين على اختلاف مواقع المسؤولية والأدوار التي يضطلعون بها إلا ويؤكد سموه الكريم على أهمية "الأمن الفكري" في تكريس أمن واستقرار أي دولة في هذا العالم
فهو ومن موقعه كوزير للداخلية ..
وبحكم إشرافه المباشر على قوى الأمن وأجهزته المختلفة في بلادنا..
وكذلك بحكم اطلاعه على كافة المعلومات المتصلة بأمن هذه البلاد..ومصادر السلامة فيها
هو.. ومن خلال هذا الموقع وتلك المسؤوليات الجسام.. عندما يؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه المفكرون في صناعة أمن شامل ، فانه إنما يعظم هذا الدور ويبرز أهميته في تحقيق التكامل مع الدور البارز والفعال لرجال الأمن في الوصول بهذه البلاد إلى الحالة المتميزة التي نعيشها ولله الحمد من الأمن الشامل والاستقرار اللامتناهي ولعل خير دليل على ذلك هو سعي دول متقدمة في هذا العالم للاطلاع على تجربة المملكة الناجحة في التصدي للإرهاب والقضاء عليه في مدة قياسية غير مسبوقة ..
حدث هذا لأن لدينا إستراتيجية أمنية واضحة ..
وحدث هذا لأن لدينا رجالاً متمرسين.. وعلى مستوى عالٍ من الخبرة.. ونفاذ البصيرة.. والمعرفة الواسعة.. والتخطيط السليم
وحدث هذا لأن لدينا اناساً مخلصين وأكفاء يعملون في أجهزة الأمن وقطاعاته المختلفة
وليس غريباً - بعد كل هذا - أن تنجح هذه البلاد في مواجهة هذا الخطر الداهم
لكن مايطالب به الأمير الرمز.. هو : تضافر جهود المؤسسات العلمية والأكاديمية.. وأصحاب الفكر من المثقفين وأصحاب الرأي والمشتغلين بوسائل الإعلام للتصدي لجميع الأخطار التي تهدد أمن الوطن وسلامته ..وذلك بالمزيد من البحث والدراسة وتحليل الظواهر السلبية ووضع الحلول والمقترحات العلمية البناءة .
وكم أتمنى أن تتبنى الجامعات السعودية فكرة بناء "إستراتيجية" للأمن الفكري يكلف بإعدادها فريق بحث مشترك يضم العديد من الكفاءات العلمية المؤهلة في هذه الجامعات مشتركة.. بالإضافة إلى اختيار فعاليات ثقافية بارزة وقادرة على إثراء هذه الإستراتيجية عبر برنامج مكثف لورش علمية تستمر عاماً كاملاً وتتواصل لقاءاتها في كل من الرياض والدمام وجدة والقصيم وجازان وغيرها لإنتاج هذه الإستراتيجية والعمل - بعد ذلك - على تنفيذها عبر جميع القنوات ومن خلال جميع الأطراف المعنية بها
ذلك أن الأمن الفكري.. يمثل قضية جوهرية تتقدم على كل ماعداها.. ولا بد لنا من أن نضعها في مقدمة أولوياتنا ..
ومايدعو له الأمير الجليل.. إنما يمثل رؤية بعيدة المدى ..وهو أول من يدعم العمل على تحقيقها وتبنيها بكل قوة .
بقلم د . هاشم عبده هاشم