الأربعينية التي تركض جنونا..
بها وقار ..فتنة .. ونضج الأربعين.
تعرف كيف تهادن الزمن.
فغوايتها الراشدة تزرع في لحظتها.. سنابل البهجة..
وكل ما تخبئه منذ زمن الطفولة تنثره عند عتبة الأربعين.
فتطرد الوحشة من ممرات الصمت لتسرف في مودتها..
وتبذل مباهجها لكي تظل عامرة بالشوق بالحنين.
تغزوها ملامح ارتياب تجملها..
ما أجمل أن تظفر بها وهي تراقص أحلامها
وما أعذب أن تجدها تسد فجوات الليل باللهفة المُهابة
تغدو ثمرة ناضجة
مكتنزة التحنان الصافي
عامرة بنبوءة الحميمة
تتأجج بصمت .. وما ألذ صمتها.. إذ هي لوحت ببدايات الوصال
تقبل عليك كالنهر الودود
تحاصرك بالشهي
ترغبك في رذاذها الفاتن
تندس كخطيئة طاهرة
وتشهق وتكون وصية على أنفاسك
تتقن الإصغاء لمواجعك
تتفهم خارطة أحزانك
تقربك من مسافات الارتواء
تدفعك بحنو لتصعد المجد
تتعاقب عليك
كالشمس والقمر
لتساوي بين فصولك
هي الدفء الحاني
وهي الظل المتراخي حناناً
هي الأربعينية التي لا تزال تركض جنونا