قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي حمد السياري: "إنّ الموعد المستهدف للوحدة النقدية الخليجية عام 2010اضحى صعبا للغاية بسبب النمو الاقتصادي السريع وارتفاع التضخم واللذين يعوقان خطة العملة الموحدة على حدّ وصفه" وما قاله صحيح لا يختلف معه أحد فيه خاصة وأنّ التضخم مرشح للارتفاع نتيجة للارتفاع المتواصل لأسعار البترول الذي ينتظر أن يتجاوز عتبة ال 150دولارا للبرميل نتيجة لارتفاع قرع طبول الحرب في المنطقة، وارتفاع أسعار البترول يعمل على زيادة معدل التضخم عن طريقين هما أولاً: ما ينتج عنه من زيادة عائدات الدول المنتجة وبالتالي زيادة السيولة فيها، وثانياً: زيادة تكاليف الشحن والنقل وبالتالي زيادة أسعار السلع وخاصة المواد الغذائية، والعالم الآن كله مهدد بزيادة التضخم وخاصة أوروبا التي أقدمت على زيادة سعر الفائدة إلى 4.5% من أجل محاربة التضخم، الأمر الذي لا نستطيع أن نفعله هنا في المنطقة إذ لا نستطيع أن نرفع سعر الفائدة طالما ظللنا مرتبطين بالدولار، وإذن سيستمر التضخم في ازدياد، وسيستحيل تحقيق الوحدة النقدية في الموعد المحدد والتي إن تحققت، فستساعدنا على فك الارتباط بالدولار إذ قد تصبح العملة الخليجية عملة عالمية خاصة إذا استعملناها في مقايضة البترول، وقد قال السياري في تصريحة أيضا أنّ رفع أسعار العملة لن يحل قضية نسبة التضخم، وهذا القول بالطبع غير صحيح إذ أنّ ارتفاع أسعار الريال بالنسبة للدولار سيرفع سعره أيضا بالنسبة لعملات الدول التي نستورد منها معظم مستورداتنا وخاصة الأرز من الهند وفيتنام.
بقلم / عابد خزندار