لو أتيحت لكم فرصة مشاهدة صور مكبّ النفايات في مدينة من إحدى أهم مدننا، لأدركتم أننا بحاجة ماسة الى إيجاد آلية فاعلة لحمايتنا من هذا الخطر الخفي. وحين أستخدم كلمة "خفي"، فلأننا لا نرى ما يحدث يومياً وعلى مدار الساعة على أرض مكبات النفايات في كافة مدننا. فمن ناحية هناك خطر من انتشار الفيروسات والميكروبات من مواقع النفايات الى المدن، ومن ناحية أخرى هناك ما يسمى ب "النابشين"، وهم متخلفون عن أنظمة الجوازات يعيشون على نبش هذه النفايات بحثاً عمّا يمكن أكله أو بيعه أو الاستفادة منه. وهؤلاء قنابل مرضية موقوتة، نظراً لكونهم ينقلون كل الأمراض بأجسادهم من مكبات النفايات الى داخل المجتمع. أنا هنا لا ألغي الجهود التي تبذلها أمانات المدن أو التي تبذلها الإدارة العامة للجوازات، لكنني أؤكد أن استمرار مثل هذه الظاهرة السلبية، سواء المكبات او من يعيشون حول المكبات، يشكل تهديداً للمجتمع ويستنفد ميزانيات وزارة الصحة والمصالح الحكومية الأخرى.
سعد الوسري