@@ ما هي إلا أيام بسيطة..
@@ ويحل علينا شهر رمضان المبارك..
@@ ونعيش في ظل أجوائه الروحانية المشبعة بالإيمان.. والتواقة الى المغفرة.. والتطلع إلى (الجنة) ونعيمها.. ولكن ليس كما يتطلع إليها المجاهدون الجدد المزعومون.. او من يعتبرون أنفسهم عناصر استشهادية تبحث عن (النعيم المقيم) كما صور لهم ذلك عتاة التشدد وأباطرته..
@@ ولا أعتقد أن هناك شهراً أفضل من هذا الشهر.. ومناسبة أعظم من هذه المناسبة لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الشباب (المخطوف) بعيداً عن حقيقة دينه المتصف بالسماحة.. والإنسانية.. وعمران الكون.. وليس تخريبه.. وبالمحافظة على حياته وليس قتله.. وتأمين المحرمات وليس انتهاكها.. ونشر الحب وليس اشاعة الكراهية وإفشاء روح الانتقام وسفك الدماء في كل مكان.
@@ إن التخطيط السليم لحملات إعلامية مكثفة بهذا المستوى، عبر وسائل الاعلام العربية المؤثرة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وانترنت، كفيلة بأن تعالج هذا الوضع الخطير بين شبابنا العربي.. وبصورة أكثر تحديداً لدى شباب هذا البلد المسلم والمسالم.
@@ لكن مثل هذه الحملات الهامة تتطلب تحديداً دقيقا للرؤية العلمية الصحيحة التي ستعتمد كإطار عام لهذه المعالجات المكثفة.. بحيث تتحقق الاهداف الكلية المرجوة.. وتسهم في إنقاذ شبابنا من عمليات الاستلاب الراهنة والتوجيه الخاطئ لنزعتهم الدينية.. وعواطفهم المشبوبة الى اتجاهات (مهلكة) وغير إنسانية.
@@ ولاشك أن رؤية كهذه تنتج عنها استراتيجية بعيدة المدى.. تتطلب تضافر جهود جهات عديدة يرد في مقدمتها وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ووزارة الداخلية، بالتعاون مع جامعة الأمير نايف الأمنية وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية بالمدينة.. والاستعانة كذلك بعدد من الباحثين والدارسين والمتخصصين في الدراسات الاستراتيجية ورصد اتجاهات الرأي في المجتمع..
@@ ذلك ان استهداف شبابنا قد تجاوز كل حدود المألوف وأصبحوا عرضة لتأثير توجهات وأفكار وقناعات غريبة علينا، وعلى ثقافتنا.. وتكوين إنساننا السعودي المتصف بالتوازن والبعد عن التيارات الفكرية المنحرفة.. والسياسية المضطربة.
@@ وإذا لم يكن ذلك ممكن التحقيق في شهر رمضان القادم، فإن العمل عليه منذ الآن وإطلاقه في الوقت المناسب بات يشكل ضرورة ملحة للتعامل مع وضع خطير.. يذهب ضحيته عشرات من أبنائنا الى الجحيم كل يوم وليس الى الجنة الموعودة.
@@ وبالتأكيد فإن الفراغ من استراتيجية بهذه الضخامة قد تتطلب في مرحلة لاحقة قيام مؤسسة أو هيئة عليا تعنى بكل ما له علاقة بالانحرافات الفكرية وتصحيح مسار المجتمع وتنقيته ومكافحة الارهاب بكل اشكاله وألوانه بصورة علمية منظمة تتكامل تكاملاً طردياً مع الجهود الامنية والسياسات والاجراءات الادارية والاقتصادية التي تتخذها الدولة لاقتلاع الظاهرة من جذورها.. وذلك بتعاون المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية والأمنية والاقتصادية باعتبار ان هذا العمل يمثل مجهوداً وطنياً عظيماً.. ولابد ان يشارك في انجازه كل هؤلاء وغيرهم.
@@ ضمير مستتر: (.. تطهير النفوس والعقول من الشوائب.. مسؤولية وطنية قصوى وملحة..)
بقلم د / هاشم عبده هاشم