الشحاذون والمتسولون في شوارع مدن العالم الغنية والفقيرة هم اكثر من سيتضرر من الاعصار المالي ومن الازمة المالية العالمية الحالية، فكما ان الدول والشعوب الفقيرة في العالم الثالث سوف تحرم من المساعدات والمعونات والهبات التي كانت تحصل عليها من الدول الغنية، كذلك فإن الشحاذين والمتسولين في شوارع المدن الغنية والفقيرة سوف يحرمون من الصدقات والعطايا ولن يجدوا من يتعاطف معهم ويتصدق عليهم من الاغنياء. وحتى لو وجدوا ستجدهم من شح هذه الصدقات والهبات والعطايا يشكون من سوء الاحوال مقارنة بما كانت عليه احوالهم قبل الازمة المالية.
ومما سيضاعف من حجم معاناتهم هو أن طبقتهم – طبقة الشحاذين والمتسولين – هي الطبقة الوحيدة المرشحة للنمو اكثر من أية طبقة اخرى. ومن يدري فلربما كبرت هذه الطبقة، وتضخمت وتعاظم دورها وسيطرت على الشارع، وغدت الطبقة الوحيدة المرشحة للسيطرة على السلطة. ولأن المتعلمين والمثقفين المفلسين والعاطلين من الطبقة الوسطى ومن جميع الطبقات سيجدون انفسهم قد انخرطوا ضمن طبقة الشحاذين فقد يظهر من بينهم كارل ماركس آخر يصوغ فكر هذه الطبقة الجديدة ويقول بأن الشحاذين هم خميرة الثورة العالمية. وكما بشر كارل ماركس القرن التاسع عشر بديكتاتورية الطبقة العاملة وأطلق صرخته المدوية: «ياعمال العالم اتحدوا» كذلك فإن كارل ماركس القرن الواحد والعشرين سيبشر بديكتاتورية الشحاذين ويصرخ منادياً الشحاذين والمتسولين في جميع مدن العالم:
يا شحاذي العالم اتحدوا.