هذا النكد سوف يجثم على صدور أبنائنا وقد حل أخيرا كما يتمناه الكثير منا
أمهات
آباء
وحتى تلك الأجهزة الحكومية التي كانت مستنفرة طيلة أيام الأجازة وحتى الأزقة والطرقات
هذا (النكد) كما يتصوره بعضهم هو وحده من ينظم حياتنا عموما
فالعودة للمدرسة تعني ألا (يبح) صوت أم وهي تلح على صغارها بالنوم باكرا
وألا يقلق أب بعد الآن على ابنه.. فسوف يعود الابن للبيت باكرا
وألا يستيقظ فجرا ليجد صغاره (مسمرين) كما تركهم عصر يوم أمس أمام (البلاي ستيشن أو الفضائيات)
والا تجمعات (للمتسكعين) هنا أو هناك
المدرسة سوف تنظمنا بعض الشيء
وبدونها ينقلب حال بعضنا رأسا على عقب لأننا وبكل آسف لا نعرف من التنظيم والترتيب إلا ما نتفوه به وما ندعيه
وتلك إحدى مشاكلنا
نتفوه أمام الآخرين بشيء ونمارس سلوكا مغايرا وتماما
وتلك هي المعادلة المقلوبة التي نعيش بها
نتحدث عن قيمة الوقت ونحن أول من نهدره
نتكلم عن المسؤوليات ونحن أول من يتجاهلها. وهذا ما جعل الكثير من ابنائنا يعيشون بلا أهداف وبلا إحساس بشيء من تلك المسؤوليات
ولتجرب.. كلف ابنك بمهمة ما وحدد له توقيتا ووقتا كي ينجزها
جرب وانتظر النتائج
صدقني لن تحظى منه عندما يحين الوقت وتسأله بغير رد بارد وبليد (أوه لقد نسيت)
وجرب ان تضع (تنظيما) للوقت في حياة أسرتك وأبنائك
لن تتمكن ولسوف تعيش صداما وتشعل في بيتك فتيلا لمعركة لماذا؟
لأننا وباختصار لم نتعود هكذا حياة في حين يقاتلك الأخرون ممن يزنون الوقت قيمة وثمنا إذ ما اربكت جدوله
فمن السهولة أن تطرق بابي في الوقت الذي تحب وليس الوقت الذي أحب
ومن السهل أن (تسحبني) وبمكالمة هاتفية من عملي أو بيتي أو حتى لحظات ارتياحي وارافقك الوقت كله دونما تأنيب أو حتى سؤال:
هل ما اقدمت عليه يبرر تأجيلا أو تجاهلا لكل ما ضحيت به أم لا؟
لا تأنيب ولا حتى مجرد (غصة) في الحلق
لا نكترث
فاليوم نقضيه كيفما كان
بل إن بعضنا من (ضيق خلقه) بالوقت يسعى لأن يهدر أوقات الأخرين وبكل صفاقة نحن نستجيب
(مشينا.. مشينا!!!)
حسين الحجاجي