بروا أبائكم ....... تبركم ابنائكم

بسم الله الرحمن الرحيم

خير بداية هي الصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم

والدي الحبيب .... والدتي الحبيبة

استسمحكما عذرا أن لا تقرأوا اسطري هذه فإنما هي لي ولإخواني وأخواتي ..

أحبتي في الله

لم أضف موضوعي هذا للتحدث عن صور من العقوق أو مواقف للبر والخضوع ..

وإنما أردت أن اذكر نفسي وإياكن بقضية تساهلنا فيها كثيرا ..

وأصبحت أمرا عاديا في حياتنا اليوميه الوالدين من

لهما علينا فضل في الحياة بعد الله سبحانه وتعالى غيرهم ....

ومن أوصى به الله وقرن رضاه برضاهما .. بل وجعلهما بابا من أبواب الجنة وسببا لنيلها ...

نكن لهما كل محبة وتقدير ونعترف بفضلهما عليهما وتضحيتهما من اجلنا ........ لكن كثيرا ما تزّلُ ألسنتنا فنرفع أصواتنا

عليهما أو بحضرتهما وقد نخطئ في الحديث معهما أو نتذمر من أفعالهما ...

تساهلنا في هذه القضية حتى بات من الطبيعي جدا ان تتخاصم الفتاة مع والدتها والفتى مع أبيه

أحبتي في الله / احذروا عافكم الله

إن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الاسراء (24)
فاين نحن من هذه الآية

احبتي في الله

إذا كنا فعلا نحب الله ورسوله ونغار على دينه فعلينا أن نبدأ الالتزام من هُنا فنظهر خضوعنا لوالدينا ونخفض لهما

الجناح ولا نرفع أصواتنا عليهما ا وان لانريهما من أنفسنا ما يكرهون ...

وماداموا على طاعة فيجب علينا تقديم رغباتهما على رغباتنا الشخصية وان نتبعهما فيما يأمرنا الله به

لان الإنسان بطبيعة الحال لا يحب أن يرى في الوجود من هو أفضل منه إلا أبناءه لذلك فان الوالدين دائما حريصان

على أن يكون أبناءهم على أحسن حال وخير وضع من الناحية الدينية والدنيوية

ولان البنون من زينة الحياة فالوالدين يريدان أن تكون هذه الزينة خير ما يعيشون من اجله فهم كنزهم الحقيقي

لكننا نحن الأبناء لان نظرتنا للحياة قاصرة فكثير ما نظن أنهما يفكران بغير الطريقة التي نفكر بها أو كما يعبر عنها

البعض أنهما ( موضة قديمة) نسال الله العافية

أحبتي في الله

انه وان كان والدينا مخطئان فانه ليس لنا أن نرفع أصواتنا عليهما ما علينا هو بذل النصيحة لهما

بكل محبة ولين واستمرار ...

ومع المدى يقطع الحبلُ الحجرَ أما أن نصرخ في وجههما فان هذا هو المنكر والخطأ بعينه

كما يجب علينا أن لا ننسى أن الحياة دين وقضاء وكما تدين تدان ...

اللين والرفق مع الوالدين ليس فضلا منا بل هو من اوجب الواجبات علينا .....

من اجل الله الذي أمرنا وأوصانا بهما

ومن الجل الجنة والتي لا تشترى إلا بغالي الأثمان

واعترافا منا بفضلهما علينا

ومحاولة لرد ولو القليل مما قدموا من اجلنا
أحبتي في الله / لن أطيل عليكم ولكن أحببت ان أترككم مع قصة تدخل الصميم وتلين قلب العاصي الذي تاه ولعبرة تقول ( كما تدن تدان )

يحكى ان هناك رجل يعيش مع زوجته و ابنه الصغير و والده المسن في بيت صغير في شمال العراق ، جاءت زوجته يوما من الايام تتذمر من تصرفات أبيه و انها تعبت من اقامته معهم و ان قوتهم اليومي لا يكفي للتكفل به او عيشه معهم ( والعياذ بالله ) و قد هددت زوجها ان لم يخرج ابيه من البيت فسوف تترك له البيت و تأخذ ابنها و ترحل بلا رجعة
فما من الرجل قليل الحيلة البعيد كل البعد عن الله عز وجل وماكان منه الا أن طلب من والده الخروج من بيته و العيش في مكان اخر لعيش هو في أمان واستقرار بعيدا عن المشاكل والهموم علما ان الاب ليس لديه اولاد غير هذا الرجل !
و لكن ابنه أصر على طرده من البيت فما كان من الاب المسكين الا القبول فهو بلا حول و لا قوة فخرج الاب في البرد القارص و الثلوج تتهافت على رأسه و وجهه و هو يرتجف بردا
فرجع الى بيت ابنه و قرع الباب ففتح له ابنه الباب و سأله ماذا تريد ألم أقل لك اذهب و ابحث لك عن مكان اخر ، ولكن الاب طلب من ابنه ان يعطيه بطانية كي يتدفأ بها من هذا البرد القارص ، فنادى الرجل على ابنه الصغير و طلب المنه احضار بطانية لجده من الداخل فذهب الصبي الى الداخل لكنه تأخر في احضارها ، فوبخه ابوه وسأله عن سبب التأخير فقال له:
ياوالدي لقد قطعت البطانية الى نصفين لذلك تأخرت في احضارها ، فسأله ابوه مستغربا ! ؟؟؟!!!!!
و لماذا قطعتها فأجابه الصبي لكي اعطيك نصفها الاخر عندما اكبر و ارميك خارجا في البرد كما رميت جدي

طبعا جن جنون الرجل و جلس يفكر بكلام ابنه الصغير بعدما رحل ابوه ، فندم وذهب مسرعاً ليحضرابوه من الخارج فجلس يبحث عنه لكن للأسف بعد فوات الاوان راه راقدا على كومة ثلج و فاقد الحياة !
احبتي في الله / كلنا كنا أطفالا وأصبحنا شبابا وسنكبر ونصبح مثل هذا الشيخ المسكين لاحول لنا ولاقوة وسوف نتمنى ان يحتوينا ابنانا بقلوبهم وبحياتهم بكل أنس ورضا
فلا الشباب يدوم ولاالصحة تدوم ولاشيء يدوم إلا العمل الصالح و رضى الوالدين الذي نحمله في حياتنا وفي كل امورنا بالدنيا والاخرة فلنكسب رضاهم حتى نكسب كبرتنا ونرى السعادة بمن حولنا
فإن اردتم ذلك أسعوا الى رضاهم ومن فقد أحدهم فليحاول ان يعوض بالآخر وان يدعو لمن فقده بالرحمة والمغفرة وان يتبرع عنه دائما وابدااا
أحبتي / آسفة لاطالة الموضوع عليكم ولكن إنه موضوع من صميم الوجدان ومن عمق حياتنا ونراه كثيرااا هذه الايام
ولو اردت أن أكتب مااشعر وماهو واجبنا اتجاهم فلن يكفيني مداد العالم ولا صفحات التاريخ
وفي ختام موضوعي أدعو الله عز وجل أن يرحم والدي الحبيب الذي فارقته منذ سنة ونصف السنة وذهبت روحي معه ربي يرحمه ويكتب له الجنة اللهم آآآآآآمين
ولكن عزائي ولله الحمد بوجود والدتي الغالية حفظها الله ورعاها وحماها من كل مكروه وحمى جميع امهات المسلمين
وغفر الله لجميع موتى المسلمين وجمعنا جميعا على حوض نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
أحبتي اكسبوا رضاهم لتنالوا رضى الرحمن وتنالوا الجنة والسعادة والرخاء
برواااااا أبائكم .......... تبركم ابنائكم

وأدعو الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اتمنى ان يصل موضوعي الى قلوبكم جميع ولاتنسوني من دعائكم الطيب في ظهر الغيب

محبتكم في الله


مسلمة

جزاك الله خير اختي مسلمه

اختى الفاضله مسلمه


بارك الله فيك اختنا على ما ذكرتى لنا خصائص بر الوالدين وعن القصة المؤلمة
اختى حمانا وياكى واخوانا المسلمين
كما تسمعين الايام هذه عبروسائل الاعلام عن العقوق الحاصل لقد يصدم الانسان ان ترى الابن لطمع دنيوى يقوم بطلب حجر على والده ومنهم من يقوم بتسليم والديه لدور الرعايا ايننا من يبات فى العرى ويحرس والديه من الذئاب وايننا من الى يطوف با احدى والديه حامله على ظهره

وفعلن بروالديكم تبركم ابنائكم
وتقبلى تحياتى اختى