دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس للوقف الفوري للإرهاب الصهيوني الماكر على الفلسطينيين في غزة. وقال في خطبة الجمعة أمس إن النصر الموعود والبطولة سيأتيان رغم استمرار الصلف الصهيوني الحاقد بوحشيته وإجرامه على إخواننا الصامدين في غزة مسترسلا في رعوناته العدوانية البربرية وإبادته الجماعية منسلخا من أدنى المشاعر الإنسانية في تحد دميم لكل العهود والمواثيق الدولية، وأضاف "ننادي من منبر المسجد الحرام باسم الشعوب الإسلامية بالوقف الفوري العاجل لهذا الإرهاب الصهيوني الماكر وإدانة العدو الألد الغاشم عبر المجتمع الدولي وهيئاته العالمية، كما نهيب بالدول الإسلامية أن تستنفر لرفد إخوانهم في أرض الإسراء والمعراج بجميع صنوف العون والمواساة والضراعة إلى الله والإلحاح في الدعاء".
وأهاب السديس بأهالي غزة بالصبر والثبات فقال "إخوة الإيمان أمة التفاؤل أهلنا وإخواننا في غزة ابشروا بالنصر والشموخ والعزة.. الله الله.. في الصبر والثبات إنه مع هذا الإعصار وإننا نؤمل الفرج بعد الشدة والحرج واليسر بعد الضيق والعسر، ومن آلامنا نحقق آمالنا ومن أثر الهزيمة ينبلج النصر والعزيمة.
وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الأمة تمر بأيام عصيبة وتداعيات أحداث عاصفة ومستجدات قاصفة، حروب أطبقت غيومها وانتشرت في الآفاق سمومها، حروب مقترنة وصراعات محتدمة أثار أعداء الإسلام من اليهود والنصارى نقعها واقتدحوا نارها واستفتحوا بابها ولو علموا ما يعقب البغي لقصروا ولكنهم لم يفكروا في العواقب، أقدار مورودة وأقضية مسطورة لله في أسمائها الفرج القريب وهو السميع المجيب، لا يقابل أمره إلا بالرضى والصبر على ما مضى ولا يقابل البلاء الجسيم إلا بالإيمان والتسليم.
وقال في خطبة الجمعة أمس " لقد تخطفت عالم الإسلام أيدي حاسديه ونهشته أيدي أعاديه، فالكرامة مسلوبة والحقوق منهوبة والأراضي مغصوبة، في كل أفق على الإسلام دائرة.. ينهد من هولها رضوى وثهلان، ذبح وصلب وتقتيل بإخوتنا.. فما أعدت لتشفي الحقد نيران، يستصرخون ذوي الإيمان عاطفة.. فلم يغثهم بيوم الروع أعوان، وللحوادث سلوان يسهلها.. وما لما حل بالإسلام سلوان، بمثل هذا يذوب القلب من كمد.. إن كان في القلب إسلام وإيمان".
وأضاف "ها هم الصهاينة الخونة يمارسون في غزة أبشع صور الظلم والقهر والإرهاب ويشنون بلا رحمة حرب إبادة واستئصال، وها هي غزة المجاهدة تصبح وتمسي تحت مرارة الفادحة وألم الفاجعة وصور المأساة ومشاهد المعاناة وصرخات الصغار وصيحات التعذيب والحصار ولوعات الثكالى وآهات اليتامى تصبح وتمسي على صفوف الأكفان المتتالية والجنائز المحملة والبيوت المهدمة والمساجد والمصاحف المحرقة والمشافي والمدارس المحرقة.
أحداث تُدمي القلوب وغصص تفطر الأكباد وجراح ينصدع لها الفؤاد، أحداث تنادي المسلمين وتستنفرهم وتستصرخهم وتستنصرهم فهل من مجيب لهذا النداء؟ وهل من مغيث لتلك الدماء والأشلاء؟ هل يليق بالمسلمين وهم أكثر الناس عدداً وأغناهم موارد أن يُسلموا إخوانهم لعصبة الضلال ويهود البغي والاحتلال، النفوس الغاوية والذئاب العاوية ليصبحوا هدفاً للدبابات والبارجات وهدفاً للصواريخ والطائرات وطعمة للكافرين ونهزة للجائرين؟
وأوضح أن العالم باتت تحكمه شريعة الغاب ولغة التحدي والإرعاب وسياسات التخويف والإرهاب، العنف يتفجر والأمن يتلاشى وطغاة البشر وجبابرته اليوم يقاتلون تشفياً وانتقاماً لإرواء غليل حقدهم، يفنون آلاف البشر ويسحقون القرى ويمحون المدن لا قانون يردعهم ولا عقوبة تمنعهم، سياسات بلا عدل وهمجية بلا عقل سياسة تتعامل مع الغير معاملة السيد للمسود والقائد للمقود، سياسة مصالح لا قيم، سياسة لا تحكمها السوية ولا تعدل في قضية ولا تتعامل إلا بحيف وازدواجية، غي وبغي وتسلط وطغيان ورأي واحد يقرره صاحب القوة وفق عقيدته ومصلحته. متسائلاً كيف يرتجى أن يحقق طغاة فجرة لهذا العالم أمناً وأماناً وسكوناً وسلاماً وهم الذين يشعلون نيران الحروب والفتن والزعازع في العالم كله ؟!.
وشدد على أن الواجب على أهل الإسلام كلما اشتدت بهم البلايا والرزايا أن يقووا تضافرهم ويشتد تناصرهم بنصرة دينهم وحماية بلادهم ومقدساتهم وأن يكونوا صفاً واحداً متعاضدين متساعدين متساندين متعاونين على البر والتقوى متناهين عن الإثم والعدوان نابذين العداء والبغضاء حتى يفوتوا على العدو فرصته وبغيته في زرع بذور التمزق وجذور التفرق، يقول جل في علاه "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".
وأكد البدير أن رابطة العقيدة والدين رابطة عظمى وآصرة كبرى لها مقتضياتها وواجباتها وتكاليفها وحقوقها، رابطة تنكر تنكسر تحتها شوكة أهل الكفر والعدوان وتنزاح أمامها قوى الظلم والطغيان. واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير خطبته موصياً المسلمين بتقوى الله والقيام بواجب النصرة تجاه إخوانهم في غزة والتوحد والاجتماع وعدم التخاذل عن الواجب الذي أوجبه الله عليهم والأمانة التي حملها إياهم.