في اليوم السابع من الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة، اعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء أمس من دمشق ان الحركة "لم تخسر الا القليل القليل جدا" من قوتها العسكرية، عارضا كحل لفتح معبر رفح مشاركة حماس في الاشراف عليه الى جانب مصر والسلطة الوطنية والاتحاد الاوروبي. وقال مشعل في كلمة متلفزة "لا نريد اي انشغال في معارك جانبية لا على الصعيد الفلسطيني ولا على الصعيد العربي لان اولويتنا هي وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
واضاف "اطمئن اهلنا واحباءنا ان المقاومة في غزة بخير وبناها التحتية بخير ولم تخسر الا القليل القليل جدا". واكد ان "العدو فشل في اصابة المواقع العسكرية المتواضعة"، مشيرا الى ان الفلسطينيين "واثقون من النصر لأننا اعددنا للامر عدة".
وقال مشعل ان اسرائيل هدفت "الى الترويع بالصدمة"، مضيفا ان "العدو بنى حساباته ان هذه الضربة القاسية جدا. . سوف تخيف اهل غزة وسوف يستسلمون سريعا (. . . ) هكذا راهن الصهاينة والمعتدون وراهن المتعاونون معهم وكانت الصدمة ان غزة امتصت الصدمة". وتابع "احب ان اقول لكم ايها الصهاينة والى كل العالم: موقفنا واضح، لم ننكسر، لن نستسلم ولن نخضع لشروط العدو الذي يريد فرض شروط الاستسلام علينا". وتوعد مشعل بأنه في حال شنت اسرائيل حربا برية على غزة، فان شعب غزة "سيقاتلهم من بيت الى بيت، ومن شارع الى شارع". واضاف "اما انتم يا جنود العدو فعليكم ان تدركوا ان مصيرا اسود ينتظركم من قتل وجرح واسر".
وفي كلامه عن معبر رفح الوحيد بين مصر وقطاع غزة، عرض مشعل مشاركة حماس في الاشراف عليه الى جانب مصر والسلطة الوطنية والاتحاد الاوروبي. وقال مشعل ان حركة حماس "لا تريد السيطرة على معبر رفح وحدها بل قدمنا صيغة واقعية منذ عام"، داعيا الى مناقشتها. واضاف ان هذه الصيغة "رباعية بين مصر ورئاسة السلطة عبر الأمن الرئاسي وبين حماس والاوروبيين".
والمعروف ان الاتفاق حول معبر رفح الذي تم التوصل اليه العام 2005 يقضي بان يكون المعبر تحت اشراف مصر والسلطة الوطنية ومراقبين اوروبيين ولكن من دون أي دور لحركة حماس.
وتتمسك مصر والسلطة الوطنية بضرورة تنفيذ هذا الاتفاق.
في المقابل اعتبر مشعل ان قطاع غزة بعد اسبوع من القصف المتواصل تحول الى "منطقة منكوبة". وقال مشعل "غزة اليوم على الصعيد الانساني باتت منطقة منكوبة وهذا له استحقاق انساني لدى العالم واستحقاق وطني وقومي وديني عند العرب والمسلمين".
وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على الحاجات الطبية لسكان غزة. وقال موجها كلامه الى العرب بشكل خاص "ان قرار ادخال المساعدات عبر مصر خطوة جيدة ولكن عجلوا بادخال المساعدات العلاجية الطبية والاغاثية، ان اهل غزة يريدون مستشفيات ميدانية وفرقا طبية، كل انسان يموت لأنه لم يجد فرقا طبية تدخل غزة. . دمه في رقاب من قصر في ذلك".
واعلن مشعل من جهة ثانية "لا نريد اي انشغال في معارك جانبية لا على الصعيد الفلسطيني ولا على الصعيد العربي لان اولويتنا هي وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
وبالنسبة الى الحوار الداخلي الفلسطيني، قال مشعل ان "بحث القضايا الخلافية هذه مؤجل حتى تنتهي الأزمة الراهنة وواجبنا اليوم هو الاصطفاف الوطني الواسع للوقوف بوجه العدوان".
وعلى غرار دعوة الرئيس محمود عباس، دعا مشعل الى وقف الحملات الاعلامية في الداخل. وقال "ادعو وسائلنا الى وقف الحملات الاعلامية لأن اليوم هو مرحلة التصدي للعدوان".
وبعد ان دعا سكان الضفة الى المضي في ما سماه "الانتفاضة الثالثة"، قال "نريد من كل القوى في الضفة ان تتكاتف وان نحيد خلافاتنا كحماس وفتح وان نصطف في هذه المعركة الوطنية".
وانتقد مشعل عدم تعليق الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما على احداث غزة. وقال موجها كلامه اليه "سيد اوباما بدايتك غير جيدة تتدخل في بومباي ولا تتدخل في غزة".